رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أتابع مؤتمرات الشباب التى ما كان لها أن ترى النور لولا اهتمام الرئيس شخصياً بهذا التجمع الشبابى فى مختلف محافظات مصر، ولله الحمد أنا لم أعد شاباً ولذلك فإن أحداً لا يوجه الدعوة لشخصى الضعيف ولكن هذا لا يمنع من أن أشارك بالرأى فى هذا التجمع الذى يضم نخبة شباب مصر الذين تعدهم الدولة لكى يحملوا الراية فى المستقبل وأتمنى من الله أن تجد كلماتى هذه طريقها الى أى مسئول أو صاحب نفوذ أو صاحب قرار فى بر مصر فالشباب فى هذه المؤتمرات يتوجهون بما يدور فى الأذهان من أسئلة ، وما يدور فى الأذهان هو بالتأكيد جزء من هم وخوف وحرص وتمنٍ لما يحدث ويدور و يجرى فى بر مصرنا الحبيبة ولكن ليس بالأسئلة وحدها ننول المنى من هذا التجمع الذى يحرص عليه الرئيس السيسى شخصياً فما يدور فى العقول من أفكار ينبغى أن يكون له نصيب وافر على خريطة هذه اللقاءات.. ويا عينى لو تم انتخاب عدد من هؤلاء الشباب النبهاء منهم على وجه التحديد وإرسالهم الى عاصمة النور والفن والعلوم والثقافة فى باريس أو فى لندن أو فى ميونخ.. فمن غير الطبيعى أننا في القرن التاسع عشر وتحديداً فى العام 1826 أرسل بانى نهضة مصر العظيم محمد على أولى البعثات التى اعتمدت عليها البلاد بعد ذلك فى إحداث نهضة حقيقية فى جميع مناحى العلوم.. ويكفى أن نشير الى الرجل الذى تم اختياره ليكون إماماً للطلاب والمبعوثين الى باريس وهو رفاعة الطهطاوى، إن هذا الرجل اتجه الى تعلم الفرنسية منذ الأيام الأولى التى خطت فيها قدمه على السفينة التى أبحرت من مصر الى فرنسا واستطاع فى عامين اثنين فقط لا غير أن يترجم أول كتاب له، وعندما عاد هذا العبقرى القادم من صعيد مصر هو وتلامذته استطاع أن يترجم ما يقرب من «2000» كتاب فى كافة التخصصات على مدار «40» عاماً.. ومع شديد الأسف هذه التجربة تم نسخها وسرقتها من دول كبرى منها اليابان حيث أرسلت بعثة من عدد من الشباب صغار السن ذهبوا الى سويسرا نهاية الستينيات ليزوروا مصانع الساعات التى اشتهرت بها سويسرا ولا تزال والشيء العجيب أن نفس هؤلاء الشباب كانوا يقومون بزيارة سويسرا على أنهم أفواج جديدة، ولم يستطع أحد أن يكتشف هذه الفكرة العبقرية نظراً لأن كل أهل هذه المنطقة لا يمكن لأى خبير ان يكتشف الفرق بين يابانى ويابانى آخر فالكل أشبه ببعضهم البعض ولذلك  تحول هؤلاء الشباب الى خبراء فى مجال الساعات واستطاعوا أن يعودوا بعدد من الساعات السويسرية وقاموا بتقليدها باتقان لا مثيل له فى بداية السبعينيات لدرجة ان اليابان تربعت على عرش صناعة الساعات مع «سيكو» و«كاسيو» و«سيفيزن» وغيرها من الماركات الشهيرة. أما أهل الصين.. فقد كانوا أكثر صياعة من غيرهم فقد أرسلوا الشباب من أجل المعرفة أى نعم ولكنهم استوردوا الطائرات والمراكب العملاقة وجرارات القطارات وكونوا فرقًا للعمل مهمتها فك وتركيب هذه الاختراعات التى تخصص الغرب وروسيا فقط وأمريكا بالطبع فى صناعتها وبعد سنوات من الفك والتركيب ومحاولة محاكاة كل قطعة استطاعت إدارة حازمة ذكية ان تختار أفضل الصناع فى كل قطع الغيار وأن تصل الى منتج كامل الأوصاف بأيدٍ صينية خالصة.. وبالطبع المصرى أكثر ذكاء وفهلوة ومفهومية من غيره.. ولكنه فقط فى حاجة الى ادارة والى اهتمام من الأعلى فإذا توفرت الادارة وضمن الاهتمام فإن هذا المصرى قادر بعون الله على أن يبهر الجميع وعليه فإن مؤتمرات الشباب عليها أن تفرز لنا هذه النماذج التى سوف تحمل كل آمال شعبنا وقيادتنا من اجل اعداد جيل جديد يعود بمصر الى عصر النهضة والصناعة والزراعة وتوفير كافة احتياجات القطر المصرى وما جاوره من دول عربية وأفريقية، مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صنعت طيارات التدريب.. وصنعت السيارة الرمسيس وصنعت الاسكوتر والدراجة الهوائية.. والصواريخ والمراجل البخارية والتكييف والثلاجة والسخان والبوتاجاز.. ولكن فى زمانٍ ما كانت الأولوية لهدم ما تركه ناصر من قلعة صناعية كفت المصرى عن سؤال اللئيم.. واليوم ونحن نشهد اهتماماً حقيقياً وعملاً لا يهدأ من رجال جاءوا من المؤسسة العسكرية لكن لهم كامل الاحترام والتقدير.. اللواء العصار والفريق التراس والفريق كامل الوزير.. هذا الثلاثي المنضبط العاشق لتراب الوطن فعلاً.. لا قولاً.. أكاد أجزم لو انهم تولوا تحقيق هذه المهمة فاذا الحسم والحزم والارادة الصلبة قادرة بإذن الله على إنهائه بالشكل الذى يسعد شعب مصر بأسره وتحقيق آمال الكبار فى عودة مصر الى ريادة المنطقة.. وليس هناك فى تقديرى أى أمل فى أى رجل أعمال لكى يشارك فى هذه المهمة التى هى وبالتأكيد فى صالح السواد الأعظم من أهل مصر وقد خبرتنا الأحداث والأيام والتجارب أن رأس المال جبان لا يدخل أى مكان الا وكان ضامناً لشيء واحد لا غير وهو الربح.. وعليه فإن شعب مصر بأسره يؤيد قيام قادة الجيش المصرى فى القيام بهذه المهمة الوطنية وإعادة الأمل للصناعة والزراعة والابتعاد نهائياً عن النمط الاستهلاكى الذى يناسب مناطق أخرى غير مصر وبلادًا أخرى ليست منها مصرنا الغالية بالتأكيد.

ويا سيادة الرئيس أتمنى من الله أن نرى بعثات شابة تتجه الى الصين وكوريا واليابان والهند لكى تنقل لمصر خبرات تجارب ناجحة وسوف يكون هؤلاء الشباب بعون الله ورعايته.. هم نواة نهضة جديدة أشبه بتلك التى حققها الرجل القادم من خارج الحدود العالم بقدر مصر وبإمكانيات شعبها الوالى محمد على الذى عشقها وأخلص لها وارتفع بمقامها.. ونحن على يقين بأن داخل هذا الشباب نفس الطموح وذات الطاقات وذلك الحماس الذى يحتاج فقط ولا غير الى هذه الرغبة التى نلمسها جميعاً لديكم فى استعادة دور مصر وتراودنا أحلام مرحلة لا تزال تداعب القلوب.. تلك المرحلة التى بدأت مع تجربة ابن مصر العظيم جمال عبدالناصر وياسيادة الرئيس.. شباب مصر من خلفك وبدعمك قادرون بعون الله على تحقيق المعجزات.

اللهم احفظ مصر وارفع شأنها بين الأمم.