رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

 

 

يحتل شهر سبتمبر مكانة خاصة لدي، تختلف تلك المكانة لسبتمبر فى زمن الطفولة، عن سبتمبر فى مرحلة الشباب والنضج، فى سبتمبر الطفولة ارتبط شهر سبتمبر فى ذاكرتى بالمدارس والاستعداد لها مبكراً، حيث كنا نحتفى بقدوم العام الدراسى الجديد  بشراء اللوازم المدرسية مبكراً مثل المريلة والشنطة  والحذاء من محلات عمر أفندى وباتا، وكانت سعادتى لا توصف وقتها ببدء العام الدراسى الجديد والانتقال الى مرحلة دراسية أعلي، كانت الحياة وردية فى تلك الفترة وكنت أتصور أن الاجتهاد والتفوق هما مفاتيح النجاح  الحقيقية فى الحياة، ولم نكن نعرف أن العلاقات والواسطة لها الأولوية، وبخلاف سبتمبر الطفولة، ارتبط شهر سبتمبر فى ذاكرتى بحدثين رئيسيين الأول ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 فى ليبيا التى قام بها العقيد الراحل معمر القذافي، والحدث الثانى اعتقالات 5 سبتمبر الشهيرة التى اعتقل خلالها الرئيس الراحل السادات 1513 معارضاً من كافة التيارات السياسية بمن فيهم بعض الكتاب والصحفيين بعد زيادة المعارضة ضده نتيجة توقيع اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية فى العام 1979. بالنسبة لثورة الفاتح من سبتمبر  1969 فقد كانت حدثاً كبيراً غير معادلات المنطقة سياسياً واجتماعياً خصوصاً ان ليبيا تقع فى الجهة الغربية لمصر، ورغم اعتراف عبدالناصر بالثورة الليبية واحتضانه القذافى حتى إنه اعتبره امتداداً له «أرى فيك شبابي» على حد قول عبدالناصر للقذافى فى إحدى المرات،  ورغم أن ليبيا قليلة السكان وتقع على «آبار هائلة من النفط» إلا أن العقيد القذافى بدد تلك الثورة فى أحلام الزعامة ومغامرات خارجية حتى إن الكاتب الكبير حسنين هيكل قال مرة إن ثروة ليبيا كانت كفيلة  بتحويلها الى سنغافورة أخرى فى الشرق الأوسط إلا أن القذافى انشغل بكتابه الأخضر وجعل ليبيا مركز الثوار فى العالم فأصبحت محطة ترانزيت لكل المغامرين والنصابين ووجدنا القذافى ينفق على الألوية الحمراء وعلى ثوار أيرلندا الشمالية، وقسم ليبيا الى ضيعة بين أولاده  واللجان الشعبية الاشتراكية الثورية.

وكانت النتيجة ضياع ثروة ليبيا تماماً حتى اندلعت فيها الثورة على غرار الربيع العربى، وكانت النتيجة قتل القذافى بطريقة بشعة وتقسيم ليبيا الى عدة دويلات لم نعرف الوحدة والاستقرار حتى الآن، بل أصبحت ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

أما اعتقالات سبتمبر الشهيرة 1981، فقد كانت خطأ السادات الفادح، لأنه استعدى كل فئات الشعب المصرى بتلك القرارات، اليمين واليسار  والوسط، ولم يكن يعلم أن اعتقال محمد الإسلامبولى شقيق خالد الإسلامبولى سيكون القشة التى قصمت ظهر البعير، حيث قرر وقتها الملازم أول خالد الإسلامبولى قتل السادات بعدما عرف باعتقال شقيقه خلال زيارته الى ملوى بالمنيا، مردداً على والدته كلمته الشهيرة: «فلتكن مشيئة الله».