رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تكاد تقترب إيرادات الأفلام التى عرضت فى عيد الأضحى الماضى وحتى الآن أكثر من 400 مليون جنيه.. ويكاد يبلغ إيراد فيلم واحد منها «الفيل الأزرق 2» 100 مليون جنيه فى أقل من 30 يوما، وهى أرقام لم تحققها أعظم أفلام السينما المصرية وأكبر نجومها طوال تاريخها الذى يزيد على مائة عام.. ورغم ذلك ليس لدينا فيلم واحد يصلح للمنافسة فى المسابقة الأشهر للأفلام فى العالم وهى الأوسكار الأمريكية.. فهل بذلك يكون لدينا سينما تستحق أن ندفع فيها كل هذه الملايين؟!

ومؤخراً.. حاولت اللجنة التى شكلتها نقابة المهن السينمائية، وتضم (44) عضوا من السينمائيين والنقاد، اختيار فيلم من 31 فيلما عرضت تجاريا خلال الفترة من أكتوبر 2018 إلى سبتمبر 2019، ليمثل السينما المصرية فى مسابقة الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون «أوسكار» فى النسخة الـ92 فى فبراير 2020، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبى «غير ناطق بالإنجليزية» ولكن، كالعادة اختلفت الآراء وانقسمت ما بين التواجد بأى فيلم ونكتفى بالفوز بشرف المشاركة أو عدم المشاركة بأفلام سيئة، ونحترم تاريخنا كثانى دولة فى العالم عرفت السينما بعد فرنسا.. المهم فى الأخير، وكالعادة، تمت الموافقة على المشاركة بفيلم «ورد مسموم» بـ11 صوتا تمثل نصف عدد الحاضرين للجلسة الختامية بالمجلس الأعلى للثقافة التى ترأسها نقيب السينمائيين مسعد فودة، من ٤٤ عضوا لم يحضر منهم التصويت سوى نصفهم.. وأهو ننال نصف الشرف أحسن من ضياع الشرف كله!

وتاريخنا مع الأوسكار تاريخ غير مشرف، بخلاف دول عربية أخرى، مع أن تاريخها بالسينما قريب العهد جدا، مثل لبنان وفلسطين والأردن واليمن وموريتانيا، الذين تمكنوا من دخول المسابقة والمنافسة على جوائز الأوسكار، ونحن للأسف لم نتمكن من اجتياز هذه المرحلة منذ عام 1958، أى بعد عامين من انطلاق أول دورة للأوسكار فى عام 1956 لعدم صلاحية افلامنا فنيا للترشح للمسابقة.. صحيح مثّل مصر العديد من الفنانين فى لجان الأوسكار، وفى الدورة القادمة يمثلها ٣ سينمائيين.. ولكنه تمثيل بالأشخاص لا بالأفلام، وتمثيل اشبه بالكومبارس الصامت لا أكثر!

وقلتها من قبل لأكثر من وزير ثقافة.. وأقولها مرة أخرى للفنانة إيناس عبد الدايم، وهى عازفة شهيرة دولياً على آلة الفلوت، قبل أن تكون وزيرة، وحصلت على الماجستير والدكتوراه وعدد من الدبلومات من الخارج، وشاركت فى حفلات موسيقية مع عازفين عالميين بمعظم دول العالم، وتعلم جيداً أهمية ابتعاث طلاب اكاديمية الفنون المتفوقين للخارج، وخصوصا من معهدى المسرح والسينما، ليتعلموا صح، ويتدربوا ويتفرجوا صح، ويطلعوا على التقنيات الحديثة، ويحتكوا بالذين يبدعون بمهنية واحترافية فنوناً عالية الجودة.. بدلا من الاكتفاء بالتعليم والتدريب على آيادي، أساتذة، مع كل التقدير لهم، صنعوا ومازالوا يصنعون فنوناً بنفس الأساليب والقواعد القديمة.. فماذا نتوقع من الجيل الجديد سوى أن تظل مسارحنا على حالها لا يراه أحد، وتبقى افلامنا تحقق إيرادات ضخمة ولكن منخفضة القيمة، وفنانون أغنياء أجورهم بالملايين.. وأفلامهم فقيرة، لا يجد فيها القائمون على الأوسكار شيئا يستحق المشاهدة؟!

[email protected]