عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

 

أعلنت إيران عن عدم التزامها بما جاء فى الاتفاق النووى المبرم بينها وبين عدد من الدول عام ٢٠١٥ أبرزها أمريكا، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عدة أشهر، وعلى الفور قامت  إسرائيل ببث سمومها لدى وكالة الطاقة الذرية وأعلنت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن إيران تمتلك مخزنا نوويا سريا، ولم تكذب الوكالة ما قاله نتنياهو.

وأعلنت عن وجود آثار اليورانيوم فى موقع نووى سرى على لسان دبلوماسيين يتابعان عمليات تفتيش الوكالة، وأظهرت العينات التى أخذتها الوكالة من هذا الموقع القريب من طهران، وجود آثار لليورانيوم.

وصرح الدبلوماسيان بأن الوكالة تحقق لمعرفة مصدر جزيئات اليورانيوم وطلبت من إيران تقديم تفسير، لكن طهران لم تفعل ذلك وبدت فى الأفق نفس حلقات مسلسل أمريكا - العراق التى أخرجها للعلن الدكتور محمد البرادعى رئيس الوكالة آنذاك، والتى على أثرها تم تدمير العراق وإعدام رئيسه صدام حسين وقتل وتشريد عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقى والتى لم تقم له قائمة حتى الآن.

ولكن هناك سؤالا يطرح نفسه.. وهو هل ستنتهى عمليات التفتيش التى تقوم بها وكالة الطاقة الذرية إلى لا شىء، وبالتالى ستحفظ طهران الجميل لأمريكا التى حضرت عفريت الوكالة وأيضاً هى من قامت بصرفه، والسؤال الثانى هل ستستمر حلقات مسلسل أمريكا - إيران على غرار حلقات مسلسل أمريكا - العراق بمساعدة والاشتراك مع ضيف الشرف فى العملين وهى إسرائيل، وهل أمريكا قادرة الآن على خوض حرب مع إيران؟.. وهل حلفاء أمريكا السابقون سيشاركونها فى هذه الحرب أم أنهم سيمتنعون بسبب الحفاظ على سمعتهم الدولية التى تلوثت بسبب الحرب السابقة على العراق عندما كشف دبلوماسيون أمريكان عن خطأ الرئيس جورج بوش الابن فى خوض حرب ضد العراق رغم أن العراق لم يمتلك أسلحة نووية وقتها ولا بعدها.

الإجابة عن هذه التساؤلات تتمثل فى عدم مقدرة أمريكا على خوض حرب أخرى مع إيران بسبب وجود أقطاب أخرى ترفض مجرد حتى التلويح بها مثل روسيا والصين وتركيا، أضف إلى ذلك وجود أصوات فى الكونجرس الأمريكى ترفض الزج بجنودهم فى حرب لن يجنوا من ورائها إلا الموت والخراب وإصابة أبنائهم بعاهات أقعدتهم عن الحركة، ولكن السيناريو الأقرب إلى التطبيق هو رضوخ أمريكا لتهديدات إيران وإعادة الحوار معها بخصوص المعايير التى تم الاتفاق عليها عام 2015 والتى انسحبت منها أمريكا وتقريب وجهات النظر مقابل مزيد من براميل البترول الذى انخفض سعره بسبب العقوبات المفروضة على إيران وسينتهى الأمر إلى لا شىء سوى بقاء أمريكا فى المنطقة لتغذية الصراعات وحماية مصالحها وبيع الأسلحة.