رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

أعترف لكم إنى أعتز كونى أنتمى لجيل أبيض وأسود، جيل الرومانسية الراقية، والكلمة المحترمة، جيل مصطفى وعلى أمين وفارس المعارضة مصطفى شردى، الذى ربى أبناء الوفد فى حينه على دقة الكلمة والمعلومة، وتوثيق الأخبار بالوثائق والمستندات، وحظر نشر أسماء المتهمين الا بالرموز، وحظر نشر صورهم حتى تصدر ضدهم الأحكام، جيل الأفلام المزججة بالرمز، رمز موج البحر الذى يتلاطم مع صخور الشاطئ، ورمز تحطم زجاج النافذة، اذا ما اعتدى شرير الفيلم على فتاة بريئة وغرر بها، للتعبير عن مشهد الاغتصاب، جيل لم ير فى الأفلام مشهد اغتصاب يستمر نصف ساعة على الشاشة وكأنها فعل حقيقى، جيل لم يعرف تفاصيل عالم المخدرات والدعارة والشذوذ، كما تقدمها الأفلام الآن لشبابنا وأطفالنا بأدق تفاصيلها فى عقر دارنا، جيل مسلسلات الكوميديا الراقية فى شهر رمضان لفؤاد المهندس وشويكار، ومسلسلات العائلة الهادفة مثل بابا عبده وأرابيسك وغيرها، والمسلسلات الدينية الرائعة التى اختفت الآن تماما، لا مسلسلات البلطجة وشرب الخمر والكباريهات فى عز شهر رمضان.

فى الواقع أنا ومؤكد كثيرون غيرى من جيل الصحفيين والإعلاميين، رافضة منذ زمن لهذا الموج الجارف للأخلاق والمثل والتقاليد، رافضة ومقاطعة للصحافة الساقطة والصحافة الصفراء التى تصدر من «بير السلم»، والتى تتاجر بكل شيء، الكلمة، الأعراض، الأخلاق وحتى الوطن، رافضة لممارسات كثير من شبابنا الصحفيين من سلوك التنطع والتسلق.. النفاق والابتزاز للمصادر، وخلط الخبر بالرأى وبالإعلان، رافضة لسلوكهم فى سرقة الفكرة والكلمة والمعلومة، وأسلوب «كوبى بست» الذى بُلينا به بسبب سهولة الحصول على المعلومات عبر الإنترنت، حتى أن بعضهم ينسى لفرط جهله أن يرفع اسم الصحيفة التى سرق منها المعلومة، أو اسم المصادر الذين صرحوا للصحيفة التى سرقوا منها المعلومات والأخبار، بل ويا للفجور.. يسرقون تحقيقات صحفية كاملة.

أعيش وجيلى من المحترمين هذا ونتحسر على زمن كنا لا نملك من وسائط التواصل الا تليفونا ارضيا لنملى به أخبارنا، وكثيرون كانوا لا يملكون رفاهية وجود تليفون بمنازلهم، فكانوا يستعينون بتليفون البقال، وكانت التغطية الصحفية من مواقع الأحداث دون «فيديو كونفرنس»، نتكبد فيها الوقت والجهد وكثيرا المطاردة والتعنت من مسئولين، ولم نعرف كما يحدث الآن الاستعانة بالمواطن الصحفى، ولا سرقة الفيديوهات من الكاميرات المجهولة التى «تشير» الأحداث عبر مواقع التواصل، وغيرها الكثير من المقارنات غير العادلة بين جيلنا من الصحفيين والإعلاميين وبين هذه الأجيال.

لقد اختلط الحابل بالنابل، وانهار الإيقاع دون ضابط ولا رابط، رغم قوانين الصحافة والإعلام، الا ان كل هذه القوانين يبدو أنها لم تردع صاحب قلم مباع لمن يدفع، او مأجور أو منافق، ولم يردع منتجى أفلام الهلس والدنص، ولا أصحاب القنوات الفضائية الذين أثرى معظمهم من حرام لأنهم أسهموا فى هدم المثل والقيم والأخلاق بكل ما يعرضونه بما فيها برامج التوك شو التى تحولت إلى وصلات «ردح» وإهانة وسب وقذف متبادل بين الضيوف، تنقل الينا على الهواء مباشرة.

من هذا ولكل هذا كان لا بد من وقفة صارمة حقيقية ضد الإعلام الساقط، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الذوق والأخلاق العامة فى مجتمعنا المصرى المتأرجح بين البكاء على أطلال القديم المحترم من الأخلاق والقيم وبين الغرق فى وحل ما نحن فيه الآن، فكان لا بد من عمل معايير وأكواد تعد قواعد جادة صارمة ومحترمة لتنظيم العمل الإعلامى، ووفقا لما قاله لى أستاذ جمال شوقى رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فهذه القواعد والأكواد صارت ملزمة ومعمولا بها بمجرد نشرها فى جريدة الوقائع المصرية، حقيقة كنا ننتظر منذ زمن صدور تلك المعايير والأكواد، ليتم ضبط لإيقاع العمل الإعلامى، وتحدد مواصفات الخبر وقواعد التغطية الإعلامية وضمان حقوق المشاهدين والإعلاميين.. وللحديث بقية

[email protected]