رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

لم أتخيل للحظة أن يصل سعر ورقة او صفحة المخطوط إلى 14 جنيها فى دار الكتب المصرية، قبل أيام اتصلت ببعض الأصدقاء لتصوير مخطوط نسخ فى 18 ورقة، وكنت أظن ان تصوير الورقة لن يزيد عن مائة قرش، فقد كنا نصورها قبل سنوات بـ 25 قرشا، كنت أذهب إلى قسم المخطوطات فى منتصف الثمانينيات، وكانت فترة دوامه من التاسعة صباحا وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر، أقرأ المخطوطات وأنسخ بخط يدى بعض الصفحات وأصور ما أريده منها بـ 25 قرشا أو 15 قرشا للورقة.

الشىء نفسه كنت أقوم به فى قسم المراجع بالدار، أقرأ وأصور بعض الصفحات، وكان بعشرة قروش للصفحتين، فقد كنت أيامها أتتبع سرقات تحقيق المخطوطات، كان احد الباحثين أو المستشرقين يتصدى إلى احدى المخطوطات الخاصة بمؤلف من المسلمين، ويقوم على تحقيق (والتحقيق هو اعداد المخطوط للقراءة) المخطوط: ينسب الأشعر المجهولة، ويخرج الأحاديث، ويعرف بالأعلام، ويضع مرادفات للكلمات المهجورة، ويقدم دراسة عن المؤلف.

وكانت بعض دور النشر او هواة سرقة الكتب، يأخذ تحقيق الباحث او المستشرق، ويضيف بعض الهوامش فى المرادفات ويحور فى المقدمة او ينقلها بنصها، وينشر الكتاب باسمه، وللأسف كان التحقيق لكتاب واحد ينقل اكثر من مرة لأكثر من دار ومحقق، على سبيل المثال كتبت أيامها عن الديوان المنسوب للإمام على بن أبى طالب، وفوجئت بأنه منقول أكثر من 14 مرة، الشىء نفسه فى أغلب كتب التراث الدينية، وفوجئت كذلك أيامها ان البعض يزيف المخطوطات باسم الكتاب، عندما تبحث عن المخطوط او عنوانه فى المصادر التى ترجمت للمؤلف تكتشف عدم وجود العنوان، وهنا تضطر للبحث عن مصدر المادة الموضوعة باسم المؤلف.

قبل سنوات كتبت وطالبت وزارة الثقافة بنشر المخطوطات على موقع خاص بالدار أو تصويرها وطرحها بالأسواق وذلك للتسهيل على الباحثين والمحققين، وذلك بتوفير المخطوط بعيدا عن عناء الذهاب إلى الدار، وطلب المخطوط، وقراءته على جهاز الميكروفش، وتصويرها، واقترحت السماح بتصويرها من موقع الانترنت.

الطريف أننى منذ عدة أيام دخلت على موقع دار الكتب، وكذلك على موقع معهد مخطوطات جامعة الدول العربية، وفشلت فى البحث عن عنوان المخطوط الذى دخلت من اجله، هذا مع علمى ببياناته فى كل منهما، وفوجئت ان الموقعين أسوأ من بعضهما، ولا فائدة منهما، ولا يمكنك الاعتماد عليهما.

اتصلت بصديق، ومشكورا ذهب إلى قسم المخطوطات بدار الكتب، وصدمنى بسعر الصفحة 14 جنيها، وهو ما يعنى أنك مطالب بتسديد ألف و400 جنيه لتصوير مخطوط مائة صفحة، وتسديد آلاف من الجنيهات فى المؤلفات التى كتبت فى أجزاء.

فى ظنى ان تسعير تصوير المخطوطات يحتاج لشخصية رشيدة، لان الأسعار الحالية تعرقل جهود البعض فى تحقيق التراث، كما انها تحول وجهة الباحثين عن مصر إلى البلدان الأخرى، وزيرة الثقافة مطالبة بأن تصحح هذا القرارات، مع الوضع فى الاعتبار أن معظم مخطوطات المكتبات أصبح على الانترنت وبالمجان.

[email protected]