رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

تنام مستعمرة هونج كونج على تاريخ طويل، ومن الجائز أن يكون هذا التاريخ هو الذى جعلها مؤهلة لأن تملأ أخبارها الدنيا هذه الأيام فينشغل بها الناس!

وليس فى وصفها بأنها مستعمرة أى خطأ، فلقد كانت كذلك ذات يوم، كما أن هذا اليوم كان قريبًا، لأنها إلى عام ١٩٩٧ كانت مستعمرة بريطانية، فلما تم نقل ملكيتها فى ذلك العام إلى الصين صارت تتمتع بالحكم الذاتى، مع تبعية ادارية للحكومة الصينية فى بكين!

إنها مستعمرة.. وإذا شئنا الدقة قلنا إنها مستعمرة بريطانية سابقة.. وعندما انتقلت ملكيتها إلى الصين صدر بيان صينى بريطانى مشترك يقول إنها سوف تتمتع بالحكم الذاتى، وإنها ستكون لها نظامها القانونى الخاص، وإن هذا الوضع الخاص سيستمر إلى عام ٢٠٤٧، وإن علاقتها بالصين سوف يحكمها شعار يقول: بلد واحد ونظامان مختلفان!

ولكن الجبروت الصينى يأبى فيما يبدو إلا أن يتدخل فيها بطريقة خشنة، ولم يكن أمام أبنائها والحال هكذا، سوى أن يخرجوا فى مظاهرات حاشدة بدأت فى يونيو الماضى، ولا تزال، وما كان أمامهم إلا أن يطلبوا الحرية باعتبارها قيمة عالية لا يجوز التفريط فيها!

والقصة أن كارى لام، رئيسة السلطة التنفيذية فيها، كانت قد أصدرت تشريعًا قانونيًا يجيز لها تسليم المطلوبين فى قضايا جنائية إلى حكومة الصين!

وما كاد التشريع يرى النور، حتى كانت المظاهرات قد راحت تطوف شوارع هونج كونج دون توقف، وحتى كان المتظاهرون قد رفعوا المظلات التى أصبحت رمزًا لهم، وحتى كانوا قد أعلنوا أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم إلا إذا تراجعت كارى عن التشريع القانونى!

وأمام ضغط الجماهير الغاضبة تراجعت السيدة لام فعلا، وسحبت التشريع القانونى، ولكن يبدو أنها تأخرت فى استجابتها، ويبدو أن تنازلها لم يعجب الجماهير، فعادت تتظاهر من جديد، واختارت القنصلية الأمريكية فى هونج كونج مكانًا تتظاهر فيه، وتطلب من الرئيس الأمريكى دونالد ترمب أن يضغط على بكين، فلا تصادر الحريات التى يتمتع بها أبناء المستعمرة السابقة!

والمشكلة أن الطريقة التى يفكر ويتصرف بها ترمب تقول إنه رجل أعمال قبل أن يكون سياسيًا، وأن الذى وصفه يومًا بأنه مطور عقارى أكثر منه رئيسًا لأكبر بلد فى العالم لم يكن يبالغ فى شيء!

وأخشى أن يتعامل ترمب مع الذين يطلبون مساعدته، باعتبارهم ورقة يمكن استخدامها فى حربه مع الصين، فيصبح حالهم كالذى يستغيث بالنار من الرمضاء!