عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أمس كان عيد الفلاح، أنا فلاح ابن فلاح وأفتخر، تحية إلى روح والدى الذى ربانا على أن الأرض هى الوطن والعرض، وعلمنا أن من خرج من داره اتقل مقداره، وعندما سألته عن تفسير ذلك قال يعنى تترك أرضك وتزرع فى أرض غيرك.

وفهمت بعد عشرات السنين أن والدى عليه رحمة الله كان يقصد بالذين يتركون ديارهم هم الهلافيت، وهى جمع هلفوت، وفى بلدنا اسمها قليل الرباية، والرباية من التربية، ويقال فلان عديم الرباية أو التربية عندما يتطاول على الكبار، وعندنا الكبار كبار فى المقام وكبار فى السن، وكبير المقام هو كبير العائلة الذى كنا نصطف أمامه طوابير لنفوز بتقبيل يده، وهو يدس يده الأخرى فى جيب السيالة، ويخرج مليما يضعه فى جيب كل واحد منا، والمليم كان فى هذه الفترة حاجة كبيرة جدًا، وعرفنا بعد ذلك التعريفة والقرش والمائة فضة.

والدى كان يحب «أبوسويلم» كان يقول لى شغلى محمد أبوسويلم، وكنت أقول له لما يعرضه التليفزيون أبقى أقول لك، شفناه عدة مرات فى «المنضرة» وهى مكان استقبال الضيوف. أبوسويلم كان أحد عناصر رواية الأرض التى كتبها الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى أبوسويلم الفلاح البسيط كان رمزًا للفلاح الوطنى الذى حارب فى صفوف الجيش وهو لا يعرف من يحارب ولماذا يحارب، ولكنه لبى نداء الوطن والواجب دون أن يسأل عن الأسباب. كان والدى يعتبر أن الفلاح أبوسويلم هو العسكرى الذى يطيع قائدة وينفذ تعليماته بالحرف، لماذا لأن هناك ثقة، عندما تثق فى القائد تصدقه، وتقف إلى جواره، خاصة إذا كان هذا القائد مخلصًا، واضعا روحه فوق كفه، اتخذ قراره بأن الوطن أغلى وأهم من حياته، وأن الشعب لا بد أن يجد من يحميه ويدافع عنه من الأرزقية الذين يحاولون تمزيقه وتوزيعه بينهم، أو بيعه بالجملة وتحصيل ثمنه.

الفلاحون فى بلدنا فى صعيد قنا عندهم مشاكل لكن عندهم انتماء للوطن، يرفضون أن يندس بينهم لئيم أو خائن، لهم حقوق ولكن يعرفون أن عليهم واجبات.

أبناء الفلاحين يتسابقون على أداء ضريبة الدم يأخذون دورهم فى الدفاع عن الأرض بمعنى الوطن، يودعون الفأس مؤقتًا، ويحملون السلاح دفاعًا عن الكيان الأكبر مصر، ينتهون من مهمة الشرف والواجب، ويعودون رجالًا إلى الفأس من أجل الإنتاج، شباب الفلاحين فى الصعيد يواجهون مصاعب لكن عندهم أمل فى أن بكرة سيكون أفضل من اليوم قلت لأحد الشباب الذى انتهى من أداء ضريبة الدم وعاد إلى الأرض يزرع ويحصد هل شعرت بالفرق قال أبدًا، هناك كنت أدافع عن وطنى وهنا أزرع فى ملكى.

كل عام وأهلنا فى الريف بخير، وكل عام يزيد انتماؤهم للوطن، وكل عام وهم يحتفلون بعيد الفلاح فى ظل الإصلاحات الشاملة التى تقوم بها الدولة لتوفير حياة أفضل للفلاحين، كارت الفلاح الذكى سيحل مشكلة منظومة الخدمات التى يحتاجها الفلاحون، هناك معاشات وتأمين صحى، وتيسيرات أخرى لتخفيف الأعباء عن الفلاحين فى ضرائب الأطيان الزراعية وتسويق الإنتاج، والحصول على سعر عادل للمحاصيل.

كل عام وفلاحو مصر فى كل مكان مخلصون للدولة الوطنية، ومشاركون فى بنائها، كما يفعلون حاليا فى إقامة المشروعات العملاقة بسواعدهم الفتية.