عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزمة التى أثارتها تغريدات الرئيس اللبنانى ميشيل عون حول حقبه الاحتلال العثمانى للمنطقة العربية وللبنان خاصة.. كشفت بوضوح غوغائية النظام التركى وأنصاره من جماعة الإخوان المسلمين الذين لديهم أمل عودة الدولة العثمانية بزعامة سلطانهم طيب رجب أردوغان، فقد تعرض الرجل لهجوم رسمى تركى ولهجوم من كل أعضاء تنظيم الإخوان فى مختلف دول العالم.

فالرئيس ميشيل عون غرد قائلاً إن «كل محاولات التحرر من النير العثمانى كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية»، وأضاف أن «إرهاب الدولة الذى مارسه العثمانيون على اللبنانيين خاصة خلال الحرب العالمية الأولى أودى بمئات آلاف الضحايا، ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة».

وتابع «مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسى بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها إلى لبنان الكبير فى عام 1920، ثم الاستقلال».

وجاءت هذه التغريدات فى إطار فى ذكرى مرور 100 سنة على إعلان لبنان الكبير وهذه الكلمات اعتقد أنها الأولى من رئيس عربى يقول الحقيقة فى حقبة احتلال الأتراك للمنطقة العربية التى استمرت 600 سنة انتهت باحتلال الغرب جميع دول المنطقة بلا استثناء لأن العثمانيين جعلونا أضعف البشر، وتحولنا إلى فريسة سهلة لأى دولة لديها قوة منظمة.

فقد درسنا فى التاريخ ان الاحتلال العثمانى عندما جاء إلى مصر اخذ كل الصناع والحرفيين المهرة، ونقلهم إلى تركيا واستغلهم أسوأ استغلال، وكانت السخرة أساس عملهم ونفس الأمر كان هنا فى مصر عندما مكنوا غير المصريين من الحكم، وأصبح من يريد ان يحكم مصر أو أى دولة عربية عليه ان يدفع للسلطان العثمانى من أموال وهدايا وغيرها من المتع حتى يحصل على لقب أو يتولى الولاية التى يريدها فكانت دولة قائمة على الفساد.

ففى مصر تجد آثار لكل الدول التى احتلت مصر شاهدة بأن الاستعمار ترك اشياء إيجابية وحتى الدول الاسلامية تركت أثراً كبيراً مثل الدولة الفاطمية التى بنت عاصمة، وهى القاهرة وجامعة للعلم وهى الأزهر الشريف، ما زالت شامخة تواجه الإرهاب الذى يرعاه من يعتبر نفسه وريث العثمانيين الآن.

نعم ان الاحتلال العثمانى مارس ابشع انواع القمع ضد الشعوب العربية وما زالت النظرة الفوقية للاتراك للعرب مستمرة حتى الآن، وأى عربى يتوجه لتركيا يشعر بها بمجرد دخول المطار فى أى مدينة تركية.

فعلى المؤرخين المستقلين وليس مؤرخى جماعات الإرهاب ان يراجعوا 6 قرون من الاحتلال التركى العثمانى للمنطقة العربية، وماذا ألحق بنا من أضرار مازلنا ندفع ثمنها حتى الآن، وعليهم ان يعلنوا رأيهم هل الدولة العثمانية كانت خلافة اسلامية بمفهوم الخلافة أم كانت احتلالاً مثل الاحتلال الانجليزى أو الفرنسى للمنطقة العربية.

فقد رأى الرئيس عون ان الاحتلال الفرنسى للبنان افضل مليون مرة من الاحتلال التركى، وهو الأمر الذى انعكس وما زال على نمط الحياة فى لبنان التى تعد واحة الحرية والديمقراطية فى المنطقة العربية، رغم النظام الطائفى ووقوعها فى منطقة ملتهبة ما بين سوريا والعراق وتركيا والكيان الصهيونى.

فالاحتلال الفرنسى نقل حضارته إلى الدول التى احتلها، ونقل ثقافة حب الحرية، عكس الاحتلال العثمانى الذى نقل التخلف والجهل والعبودية التى ما زالت بعض الدول تعانى منها الآن.

فالرئيس اللبنانى رجل شجاع اختار المواجهة مع نظام لديه أطماع كبيرة فى المنطقة كلها بلا استثناء يريد اعادتنا 700 سنة إلى الوراء، فتحية لهذا الرجل وتحية إلى كل من ساندوه فى معركته ضد الاحتلال الأسوأ فى تاريخ الشعوب العربية.. فالرئيس ميشيل عون عنده حق فىما كتبه، وتهنئة إلى الشعب اللبنانى بمرور 100 عام على ذكرى عزيزة على قلبوهم.. وسيظل لبنان كبيراً بشعبه وثقافته وانفتاحه على العالم كله.