عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

اشتد المرض، فأصبح لابد من طبيب، وطبيب فى البيت يعنى نصف الألف لو كان طبيبا له اسم، ثم... يقال لابد من طبيب آخر متخصص فى فرع آخر من جسم الإنسان، حاضر، ولا تملك إلا أن تلبى الطلب، ويأتى البروفسير!! رقم اثنين!!! ليكمل الألف!!! ثم منظر الروشتة مرعب الكتابة على الوجهين.. جرس على الباب.. الصيدلية.. أكثر من سبعين جنيها.. يمر العام كله!! نعم العام كله. ترفع السماعة وتتصل بالتليفون.. قبل أن تفتح فمك يجىء الرد: آه انت فلان عاوز استشارة طبيب وماله بكرة 11 مساء بالكتير أكون عندك سلامتك ألف سلامة... والحقيقة ليست ألف سلامة الحقيقة هى تكملة الألف!! قبيل منتصف الليل يصل البروفسير.. يصيح البروفيسير بمجرد دخوله الحجرة يا ألف حمد وشكر احنا نزلنا من السرير وقعدنا على الكرسى.. وحياة والدك بلاش حكاية «الألف» دى علشان ترفع الضغط!! قل لى بعد سنة كاملة كل يوم 19 جنيها وحقنة علشان خطوتين!! خطوتين إيه.. لا.. لا..لا هناك طبيب علاج طبيعى سيحضر كل يومين مرة لتكملة علاج العظام!! أصيب الجميع بالذهول.

الصمت... طبيب مكان!!! وسط هذا الذهول أخذ البروفسير الفيزيتا وخرج فى وسط الليل..

<>

ليس سيناريو.. بل حقيقة!! هذا يحدث يوميا مئات المرات.. ومع ذلك مازال بلا خجل يتحدثون عما يسمونه تأميم الطب.. وتجربة بورسعيد.. التجربة امتدت إلى الإسماعيلية!!! كان السفر أسهل وأرخص.. نهاية.

<>

لماذا أكتب هذا الموضوع الحيوى جدا هنا فى صحيفة الوفد؟!

لأن أول من فكر فى هذا الموضوع وفدى ابن وفدى.. وسبق أن كتبت هذا فى هذه الصحيفة يوما ما!!

فى حكومة عام 1942، الوفدية التى أنقذت مصر والعالم من هتلر.. هذه الحكومة كان وزير الصحة بها شابًا اسمه محمد الوكيل، تعلم فى أوروبا وكان يحمل فى رأسه وقله حلم العلاج المجانى «تأميم الطب» وحاربته الصحف وكبار الأطباء الذين كانوا على علاقة بالأسرة المالكة ومعظمهم باشوات.. نجيب محفوظ باشا ومورو باشا وأحمد إبراهيم باشا وغيرهم.. ومع ذلك قام الدكتور الوكيل بعمل الإجراءات الأولية التنفيذية.. ثم تركز الهجوم على أن الدكتور الوكيل قريب حرم النحاس باشا.. وتغيرت الوزارة التى كانت حولها جدل وكلام كثير!! ومات المشروع.. ماذا لو كان المشروع بدأ منذ 80 عاما؟! هل كان نجم مصر الكبير علاء الحامولى مات على باب مستشفى لأن ليس فى جيبه مائة جنيه!! وهو الذى كان يكسب من الكرة ومن أشهر مطعم يملكه آلاف الجنيهات!!

هل كانت السيدة الفقيرة التى لجأت لمستشفى الملك فؤاد المجانية لتضع مولودها فى الثوانى الأخيرة فطردوها.. فولدت عند باب المستشفى فوق الرصيف، فوق التراب والطوب وهى عارية تماما!! هل  كانت هذه السيدة تموت هى وجنينها!!

الأمثلة المحزنة كثيرة.. أكتب هذا لأننى تعرضت لمثل هذا المثال.. ابنتى فى مدرسة «السكركير» شعرت بألم شديد فى البطن أخذتها القسيسة وذهبت بها إلى أكبر مستشفى خاص فى مصر الجديدة فطلبوا ألفي جنيه قبل أن تدخل ابنتى حجرة العمليات قالوا للقسيسة إذا لم تجر العملية فى ظرف دقائق ستموت الفتاة.. بالصدفة المحضة محمد حسام الحكم المشهور وصديقى، سأل ابنتى فعرف ودفع المبلغ وأجريت العملية ظل حسام ينتظرنى وليطمئن على البنت.. يومها قابلت صاحب المستشفى فى نفس الوقت المدير وأقسمت له غير حانث إذا كنت عدت فوجدت ابنتى جثة هامدة لذهبت اشترى مدفعا سريع الطلقات وقتلت كل من بالمستشفى.

<>

وبعد

عام 1942، كان الدكتور الوكيل يريد تأميم الطب فقتلوه!!

فى السبعينيات وضع كل تفاصيل التأميم الدكتور محمود محفوظ وأعطاها لأنور السادات فى يده الذى قرر بدء العمل بعد 6 أكتوبر.

قتلوا السادات فى نفس اليوم.. ومزق مبارك المشروع فى نفس اليوم.

الآن محاولات دؤوبة.. فهل ستنجح.. الله أعلم