رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

منف أو منفر أو ممفيس مدينة مصرية قديمة من ضمن مواقع التراث العالمي, أسسها عام 3200 قبل الميلاد الملك نارمر وكانت عاصمة لمصر في عصر الدولة القديمة (الأسرات 3-6) وكانت فيها عبادة الإله بتاح، ومكانها الحالي مدينة البدرشين محافظة الجيزة على بعد 19 كم جنوب القاهرة هي الآن قرية ميت رهينة.

ومن أهم معالمها الاثرية  معبد (بتاح) وهو واحد من أهم المعابد المصرية القديمة ، والذي امتدت إليه يد الإهمال والى جميع أرجاء المنطقة التي تم وضعها داخل عدد من الأسوار كئيبة المنظر ولا تحمل أي لمسة جمالية أو أثرية تتماشى مع المنطقة التي يمتد عمرها الى أكثر من خمسة آلاف عام.

 وما دعاني للكتابة عن آثار ميت رهينة في هذا التوقيت الذي لم يكن الاول ولن يكون الأخير ايضا هو حادث التنقيب الذي اكتشفته شرطة السياحة يوم الجمعة الماضي بتوجهات من اللواء سامي غنيم مساعد وزير الداخلية ومدير عام شرطة السياحة الذي قاد فريق من قيادات المديرية للقبض على احد اهالي القرية أثناء تنقيبه على الآثار داخل منزله بناء على تحريات ضباط مباحث الآثار بالبدرشين ، وقد لفت نظرى أثناء متابعة القضية أن الحفرة التي تم حفرها قادت رجال الآثار الى اكتشاف مقبرة اثرية تعود إلي عصر الملك رمسيس الثاني ، والمقبرة مغمورة بمياه الصرف الصحي بسبب مئات (الطرنشات) البلدية المحيطة بالمنطقة التي تداخلت مع منازل المواطنين ، وفشلت في كسحها العديد من سيارات مجلس مدينة البدرشين وذلك بسبب اندفاع مياه الصرف الصحي من هذه الطرنشات المجاورة للمنطقة كلما زاد شفط هذه السيارات مما حذا برجال الآثار بمنطقة البدرشين بوضع حراسة عليها لحين اتخاذ اللازم.

 ولنا وقفة امام هذه الكارثة التي استعصت على اكثر من محافظ مرت عليه هذه المشكلة ولم يجد لها حلا جذريا ، والسبب في ذلك أن أعمال الصرف الصحى توقفت اكثر من مرة بقرية ميت رهينة بسبب وجود مصاعب من الشركات المنفذة أثناء عمليات الحفر واصطدامها اكثر من مرة برجال الآثار الذين رفضوا الحفر بمعدات ثقيلة خوفا من تصدع المقابر والقطع الاثرية التي تزخر بها المنطقة ، وبدلا من إيجاد حلول لتمرير هذه الخطوط الى محطة المعالجة القريبة من سقارة تبقى الحال على ما هو عليه وتم الإبقاء على الطرنشات البلدية كما هي لتلقي بمخلفاتها من مياه الصرف الصحي ورواسبه على كنوز اثرية لا تقدر بثمن واكتفت وزارة الآثار بإقامة اسوار قميئة شوهت منظر المنطقة وأبقت على عمليات التنقيب كما هي بسبب الستر والحماية التي توفرها الأسوار للصوص الآثار.

غير معقول أن نطالب السائح بأن يأتي لزيارة اقدم اثار العالم وفي الطريق يجد سيارة كسح تلقي مخلفات الصرف الصحي في مياه ترعة المريوطية بعد أن شاهدها تشفط نفس المياه من المنازل المحيطة بالمنطقة الاثرية وقد حرص السائح على توثيق اللقطتين أثناء رحلته والتي يضعها أمام أصدقائه ومحبيه ببلده التي تعشق اثار مصرنا العزيزة والنتيجة هي إحجام الآلاف عن الزيارة والسياحة داخل مصر بسبب ( حبة ملح) أفسدنا الطبخة علينا وعلى غيرنا ، ونتمنى أن نرى خالد العناني وزير الاثار يسير على قدميه داخل المنطقة بعيدا عن السيارات التي تسبقه والتي تسير من خلفه ليضع حلولا واقعية لمشاكل الآثار بمنطقة ميت رهينة وسقارة ومنطقة اثار دهشور التي تحتاج لمقال آخر.