رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

 

 

 

موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قيمة وقمة وقامة محصلتها هرم رابع خالد تفاخر به الأجيال المتعاقبة وحتى الآن.. فى 20/6/2019 قرأت مقالا بالمصرى اليوم، شديد الغرابة يفتقد وضوح المعنى وصواب الهدف، تحت عنوان (عندما تغيب القيمة).. والقيمة فى متنها ونتائجها لا تغيب ولا تغيب! المقال على جانب غير يسير من التناقض والاشتجار بين المذاهب والسلطات المختلفة! هل يمكن أن نسوى بين البقاء فى سدة الحكم وعلى كرسى الرئاسة إلى ما يشاء الله وبين من يجلس على كرسى يغذى عقول الطلبة بالجامعة كأستاذ أو أستاذ متفرغ أو آخر غير متفرغ؟! الرسول الكريم يقول اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.. أديب نوبل ظل يكتب ويبدع حتى الثانية الأخيرة من حياته.. الابداع فى جميع المجالات ليس له سن يحال فيها إلى التقاعد كما أن انطلاقه ليس له أوقات محددة، فقد يظهر فى البداية أو فى المسيرة وربما عند النهاية!

أم كلثوم الكوكب الأم فى عالم الطرب ظلت تشجينا طوال حياتها وعبدالوهاب ظل يبدع غناء حتى وصل بنا إلى رائعته.. من غير ليه! محمد عبدالوهاب كان على قمة عروش ثلاثة الموسيقى – الغناء – الألحان.. لم ينازعه فيها أو عليها أحد قط طوال مسيرته! قال عنه فريد الأطرش إن صوته من أجمل الأصوات على مستوى العالم كله! كمال الطويل كان يقول عندما يبدع فنان انتاج لحن أو يقدم رائعة موسيقية.. الآن سيطلق عبدالوهاب صاروخا موسيقيا كاسحا لما قدم على الساحة!

يقول أ. عبداللطيف المناوى فى مطلع مقاله شديد الغرابة: لم أحزن كثيرا عندما توفى الموسيقار محمد عبدالوهاب أو بشكل أدق لم أكتشف حجم الخسارة بوفاته أو القيمة التى غابت بغيابه، ولكن تلك القيمة وإدراك حجم الخسارة.. فى مرحلة تالية، ثم يعلل ذلك بقوله، البقاء على الساحة لفترة طويلة – أى بقاء الشخص – قد يصلح مبررا لتراجع حجم الحزن أو عدم إدراك حجم الخسارة وأن طول البقاء على الساحة يعطى الاحساس للمعاصرين بأن ذلك الشخص الذى احتل الساحة قد طال بقاؤه، لذلك فإن غيابه لن يكون مفاجئا أو خسارة بل قد يكون رغبة كامنة لا تملك أن تفصح عن نفسها – أو قد تفصح أحيانا – ولسان حال صاحب هذه الرغبة الكامنة يقول «كفاية كده».

شىء شديد الغرابة والشذوذ أن يكون المطية لهذا الانحراف فى الاتجاه أحد عباقرة الموسيقى ليس فى العالم العربى وحده بل على مستوى العالم! عبدالوهاب جعل القروى البسيط وحتى حامل الفأس والراديو الترانزستور معه وهو على ظهر حماره متوجها إلى الحقل ليستمع إلى روائع الفن التى كان يعلن عنها بالصحافة.. الكرنك – كليوباترا.. الجندول.. جعل من هؤلاء البسطاء مثقفين على حد يتجاوز مساحات متعددة! وكذلك فعلت أم كلثوم!! وفى ختام.. اقحام اسم عبدالوهاب فيما يمكن أن يرمى إليه المقال مستهدفا البقاء على كراسى السلطة والادارة، هو خارج حدود المنطق وبعيد عن الموضوعية بأى معيار وعلى أى مستوى!