رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

اسم الفيلم الذى كتبه عبدالرحيم كمال وأخرجه خالد مرعى بطولة الفنان أحمد حلمى يثير التساؤل والاستغراب، وقد تكون الدهشة، حين نكتشف أن اسم الفيلم لا علاقة له بالحدوتة، ولا السيناريو ولا الفكرة الرئيسية أو تلك الرمزية التى علينا البحث عنها ما بين ثنايا القصة والحوار والحبكة الفنية، لأن المشاهد قد يتابع العمل على المستوى الفنى السطحى وهنا تكون المشكلة لأن القصة بوليسية بعيدة عن الكوميديا والرومانسية، وأيضاً الجانب الاجتماعى حيث القصة الرئيسية والحبكة هى السرقة لبروش أم كلثوم، ثم محاولة شراء هذا البروش من قبل رجل الأعمال كبير «القيصر» أو «خالد الصاوى»، وكذلك أمير أو ثرى عربى مجهول الهوية ويقف «يكن» أو «أحمد حلمى» الجد فى صراع مع «الكيان» أو العصابة المحترفة من أصدقائه القدامى الذين يتاجرون ليلاً وسراً فى الآثار، وفى التحف، وفى التراث، ويديرون ملهى ليلياً للقمار والرقص والخمر، وفى الصباح يرتدون أقنعة تجار الطبقة الوسطى فى أحد شوارع وسط البلد، ويدعون الفقر مثلهم مثل صديقهم الملياردير «يكن» فهم مساء يرتدون ملابس وثياباً مختلفة ولكأن لهم وجهين صباحياً ومسائياً، ويأتى الحفيد عزيز (أحمد حلمى) ليحاول أن يعيد الجد البخيل اللص النصاب الكاذب المخادع إلى صوابه، فبدلاً من أن يبيع البروش للقيصر أو للثرى العربى يعيده إلى متحف أم كلثوم، وفى رحلة استعادة البروش تظهر منة شلبى (آسيا) وبيومى فؤاد فى دور مساعدى الجد فى السرقات، وفى النصب، وفى الخداع، وبالطبع يقع الحفيد فى غرام الشابة (آسيا) على الرغم من أنه شريف ورومانسى وبرىء، وهى ملتوية وكاذبة ومادية، وينتهى الفيلم بالنهاية السعيدة حين يدرك الجد «يكن» أن حبيبته باكينام قد هجرته ليس من أجل حصولها على البروش الثمين، وإنما لأنها قد اكتشفت عن طريق صديقه حسن حسنى أنه قد أعطاها البروش المزيف وليس الأصلى، وهنا يدرك الجد أنه قد أضاع حبه وحلم حياته من أجل المال والسرقة ومع هذا لم يتغير، ويعود إلى صوابه.

القصة على هذا المستوى السطحى قد تبدو بوليسية عادية لأن الإيقاع بطىء جداً وهناك مشاهد طويلة وتفاصيل كثيرة كان من الأفضل الإشارة إليها بسرعة وعدم التركيز عليها، لأنها لم تساعد فى تتابع الأحداث والمشاهد بشكل سريع متلاحق يستدعى ذكاء المتلقى، وتوقعه، ولكن فكرة واسم «الكيان» ومن يشكلونه وقصة رغبة الثرى العربى والملياردير المصرى الفج فى شراء ذلك البروش الخاص بسيدة الغناء العربى، وكذلك مشهد أم كلثوم فى العصر الحديث، وهى تحمل طفل رضيع وترتدى شبشباً بلاستيكياً دليلاً على أن للفيلم قصة أخرى تحتاج إلى عدة تفاسير عميقة خاصة أن بداية الفيلم وحادث السرقة كان فى عام 1968 بعد النكسة.. وهنا نبدأ فى متابعة الفيلم على مستويين أحدهما سطحى والآخر رمزى سياسى اجتماعى يشير إلى أن هناك جيل الجد الذى سرق وخدع وباع وزور تاريخ، بينما جيل الحفيد يقاوم ويحاول أن يستعيد التراث المفقود والمزور وأيضاً الحب الذى أضاعته المادية والطمع والخداع وأشياء أخرى عن «كيان» وعن دنيا وحب قد ضاعوا فى بحر المظاهر والماديات الزائفة.. خيال مآتة اسم خادع لفيلم متعدد الدلالات والرؤى والإشارات لا تدركه من النظرة الأولى، وإنما عليك مشاهدته أكثر من مرة.