رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لا شك بأن ضعف المواقف العربية وردود فعلها الغائبة، وضعف ردود الفعل الدولية هو ما فتح الباب على مصراعيه للوغد نيتانياهو لكى يقوم بالعدوان على ثلاث دول عربية وهى لبنان وسوريا والعراق ليتم تنفيذه خلال أربع وعشرين ساعة وليكشف الستار على أن حرب الظل الإسرائيلية، ضد إيران قد خرجت أخيرًا إلى العلن. توسعت إسرائيل في أهدافها بتنفيذ غارات جوية على القوات التابعة لطهران في سوريا ولبنان والعراق، فلقد وجدتها إسرائيل فرصة سانحة لتقوم بعدوانها الثلاثى الذى هدفت من ورائه إلى إحراز مكاسب تكتيكية مختلفة، فهى اعتداءات لا تخلو من هدف رئيسى ألا وهو الانتخابات في الداخل والتي يراهن نيتانياهو على أن يحرز السبق فيها ليحظى بفترة رئاسية جديدة.

ويرد التساؤل: هل يمكن أن يشعل عدوان إسرائيل هذه المرة فتيل حرب في المنطقة على غرار حرب يوليو 2006؟ وهل سينفذ أمين عام حزب الله حسن نصرالله ما توعد به من رد انتقامى على إسرائيل جزاء ما قامت به عندما استهدفت الضاحية الجنوبية في لبنان معقل حزب الله اللبنانى بطائرتين مسيرتين. الرد آت لا محالة، لا سيما وقد عود حسن نصرالله الجميع على أنه إذا وعد أوفى. ولا سيما بأن ما قامت به إسرائيل من عدوان يمثل خرقًا لقواعد الاشتباك التي جرى الالتزام بها على مدى ثلاثة عشر عامًا أي منذ حرب يوليو 2006. وجاء الاختراق في إطار خطة إسرائيلية استهدفت خلالها مواقع للأذرع العسكرية الحليفة لإيران في كل من العراق ولبنان وسوريا.

أغلب الظن أن العمليات العدوانية التي قامت بها إسرائيل أرادت من ورائها استفزاز إيران لكى يتم استدراجها إلى حرب واسعة تشارك فيها أمريكا. بيد أن إيران أضاعت الفرصة على إسرائيل عندما التزمت بضبط النفس ولم تنسَق وراء المؤامرة. ولكن يبقى ما فعلته إسرائيل يمثل تطورًا خطيرًا من شأنه أن يفتح الأبواب على كثير من الاحتمالات، فهل يمكن أن يؤدى القادم من الأحداث إلى اشتعال الجبهة الجنوبية في لبنان وتكرار ما حدث في حرب يوليو 2006؟

ولا شك أن هجمات إسرائيل أرادت بها إثبات التحدى أمام ثلاث دول عربية. أراد نيتانياهو إظهار نفسه كزعيم قوى، ولهذا شرع في تنفيذ الهجمات الثلاث. واليوم نتساءل: ماذا إذا نفذ نصر الله وعده وسدد ضربة انتقامية ضد إسرائيل؟ هل ستمتصها إسرائيل تجنبًا لحرب شاملة قد تندلع؟ أم سترد بما يفتح المجال لهذه الحرب؟

ويعد حسن نصرالله مدعومًا من اللبنانيين ويتصدرهم الرئيس ميشيل عون الذى قال: «إن العدوان الإسرائيلى على لبنان إعلان حرب يتيح للدولة اللبنانية حق الرد». وقد يفى نصرالله بوعده ويوجه ضربة انتقامية لإسرائيل في العمق، ويشرع في إطلاق كل ما في ترسانته من صواريخ دقيقة على كل المدن والمطارات ومحطات الوقود والمياه. وعندئذ سنرى رد فعل إسرائيل هل ستبتلع الصدمة أم أنها ستصعد الأمور لتفتح الساحة نحو حرب واسعة يشارك فيها حزب الله وأعوانه في الدول العربية. أيًا كان فإن رد حزب الله على العدوان الإسرائيلى آت لا محالة، فلن يتغاضى الحزب عن الرد، ولن يرضخ لأية ضغوط، ولكنه سيحاول اختيار التوقيت وتحديد الأهداف بدقة. ولهذا يبقى حجم الضربة في علم الغيب، وكذا التبعات التي يمكن أن تترتب عليها.