عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السودان مقبل على مرحلة جديدة فى تاريخه.. هذه المرحلة إما تكرس لدولة مدنية ديمقراطية موحدة.. يعم السلام والتسامح فيها وعلى إرجائها، أو تعود الأوضاع كما كانت قبل 4 شهور سابقة أى قبل الثورة دولة ديكتاتورية قمعية كما مر على السودان فى عهدى جعفر نميرى وعمر البشير.

الخياران متاحان أمام الشعب السودانى وعليه أن يختار واحد منهما معروف أن الشعب السودانى من أكثر الشعوب العربية ثقافة وعلماً وبالتالى لا يجب أن ينجر للوراء لدعوات دينيه أو صوفية أو عنصرية، وعليه أن يعى أن رجال عمر البشير مازلوا يتحكمون فى مفاصل الدولة وهم المعروفون «بالكيزان» وعليه أن يطيح بهم من جميع المناصب فى الدولة.

فهم من استولوا على المنصب المهمة فى الدولة بعد انقلاب البشير فى عام 1989 عندما كان متحالفًا مع جماعه الإخوان وكانت حجتهم «المصلحة العامة» فكان الموظف يأتى صباحًا إلى مكتبه يجد إخونجى جالساً مكانه ويبلغه أنه تم الاستغناء للمصلحة العامة.

فهؤلاء هم الخطر الحقيقى على الثورة السودانية، لأنهم يتحكمون فى مفاصل الدولة ويسيطرون على الأماكن الحساسة فيها، ومن السهل الانقضاض على الثورة فى لحظة كما أن الأسماء التى تم ترشيحها فى الحكومة السودانية الجديدة أغلبهم من «الكيزان» وولاؤهم الأول لعمر البشير ولنظام حكمه ولن يكون لإنقاذ السودان من إخطائهم التى ارتكبوها عندما كانوا فى السلطة.

فالحل فى السودان هو الالتزام بما ورد فى الوثيقة الدستورية وإيجاد جهة مستقلة تراقب تنفيذ المرحلة الانتقالية ويكون هدفها توعيه الناس بالأخطار التى تواجه الثورة وأهدافها وهذه الجهة يجب أن تكون مستقلة وهو دور مهم لمنظمات المجتمع المدنى غير المسيسة ويكون أعضاؤها من المهنيين وليس السياسيين.

والسودان تحتاج الآن إلى العدالة الانتقالية حتى يتم علاج مصائب جروح الماضى التى خلفها حكم الإخوان وعمر البشير الذى ترك خلفه مئات آلاف من القتلى والمهاجرين والمختفين قسرياً وعلاج هذه القضية يحتاج إلى لجان للحقيقة والمصارحة وتعويض الضحايا وأسرهم.

فالعدالة الانتقالية وقواعدها ستكون مفتاحًا ضروريًا لإعادة الشعب السودانى إلى طبيعته المعروف عنها وهى التسامح والهدوء والطيبة والنظام، كما تعيد إليه الثروات التى نهبها لوبى الفساد وتقدر بمليارات الدولارات.

فالثورة السوادنية والقائمون على إدارة هذا البلد أمامهم التجارب الدولية فى هذا المجال وعليهم اختيار التجربة الأمثل حتى تزيل من النفوس سنوات الاحتقان والدم الذى عم السودان، من دارفور وكردفان وبورتسودان وغيرها من مناطق الصراعات التى اشعلها البشير ورجاله وأرهقت الاقتصاد السودانى وقبله المواطن السودانى.

نتمنى أن يستفيد السودانيون من الأخطاء التى وقعت فيها ثورات الربيع العربى وألا يكرروها وألا يسمحوا لفصيل معين ومنظم الاستيلاء على مقدرات البلاد مهما كان هو، ومهما كانت دول من خلفه أو قوى.

أتمنى أن تمر المرحلة الانتقالية فى السودان بسلامة بدون أى انقلابات أو مؤمرات من الداخل والخارج، فنحن كلنا نتطلع إلى دولة مدنية ديمقراطية قوية اقتصاديًا تعطى نموذجًا للتسامح وللعدل بين دول المنطقة نريد سودانًا قويًا، وبالتالى ستكون مصر قوية.