عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

     قَبل أسابيع أعلنت رِئاسة الجمهورية عن تخصيص إيميل  (بريد الكتروني) لِرَئيس الجمهورية، وتصدر خبر الإيميل نشرَات الأخبار والبرامج التي حثت المصريين علي التواصل مباشرة مع رئيس الدولة من خلاله.

     ولا ندري بالضبط كم عدد الرسائل التي تلقاها الرئيس حتي الآن ؟. وماذا تحتوي؟. أكيد أنَّ معظمها تتضمن شكاوى، عَجَزَ المِصريون عَن إيجاد حلول لها، بعد أنْ خذلهم المسئولون، لكننا لا ندري هل عبَّرت شكاواهم عن ضيقهم وغضبهم، أم التزمت الحدود؟. وهل احتوت هذه الرسائل ــ وهي بالملايين بالطبع - على طرائف أظهرت خفة دم المصريين؟. وهل يتطلع الرئيس عليها بنفسه، أم يتلقي تقريراً عن مُجمَل ما يرسله المصريون إليه؟.

     وبريد رئيس الدولة – أي دولة – أو ملكها أو أميرها، عُرف في جميع الدول تقريباً. وكان للرؤساء المصريين السابقين بريدهم ــ وإن لم يكن الكترونيًا ــ يتلقون عليه رسائل المواطنين. وأنا شخصياً قد أرسلت رسالتين لرئيسين سابقين، وقد تواصلا معي بإرسال رديهما.. الرسالة الأولى كانت وأنا في الصف الخامس الإبتدائى، لم أشعر وقتها  برهبة، وأرسلت رسالة للرئيس  الراحل جمال عبد الناصر، وكتبت علي «المظروف» من الخارج العبارة الشهيرة (شكرًا لساعي البريد)، وقلتُ في الرسالة: أيها الزعيم العظيم، أحبك مِثلما أحب أبى، وأنت بالفعل «أبويا» لأنك أب لكُل المصريين، وأنا من حبي لَكَ أعلق في حُجرَتي صورتك، يزعل منها ناس من عائلتى، لكنى أفرح بوجودها أمامى.. ورغم أنَّ هذه الرسالة لَم تكن بها شكوى يحيلها إلي مَسئول، ولم يكن بها طلب يُلبيه، إلا أنَّه قد رَد بِخطاب بِخَط يده، لازالت أحتفظ به، شَكَرنى فيه علي مشاعرى تِجاهه، وتَمَني لي التوفيق والنجاح، ووقع عليها بتوقيعه الشهير « جمال عبد الناصر»..

    والرسالة الثانية أرسلتها للرئيس الراحل أنور السادات، وكُنتُ وقتها فى الصَف الأول الثانوى، قَبلَ أن أنقلِبَ عليهِ في المرحلة الجامعية، قُلتُ لَهُ فيها : إنَّ الانتصار  الذي حققته قد أزال كُل ما عكَّر صَفو العلاقة بينَك وبين شَعبَك، بعد أنْ فَاجأتنا قبل أن تُفاجئ الصهاينة بأنَّ جيش مصر قادر علي التحدى، يرفض الهزيمة، ولا يعرف الاستسلام.. وكان رد السادات برسالة فيها عبارات الشُكر، ومَعها صورة موقعاً عليها بتوقيعه الشهير أيضًا « أنور السادات»  

    وقَد أرسلتُ للرئيس السيسي رسالتين علي بريده الالكتروني (الايميل) الذى أعلنت عَنهُ رئاسة الجمهورية، كان فى كُل مِنها نسخة من مقالٍ لى، تناولت فيه فَساداً استشرى في الدولة، لم يستَطِع الوزير المسئول ولا رئيس الوزراء علي مواجهته، فتطلعت للرئيس، وطلبت تدخله للمواجهة، وإعلان الثورة عن الفساد، ولم يأتني رد ولم ألمح إشارة، تُفيد أنَّ اهتماماً أو توجيهاً قد حدث..

      فهل يتفاعل الرَئيس مع رسائِل المصريين التي يُرسِلونها إليهِ؟ أم  تجد طريقاً آخر بعيداً عن عينى الرَئيس؟ وهل بالفعل هذا البريد حقيقى؟