رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

لا تتعجبوا أن كثيراً من شبابنا الآن يلهثون وراء الأفلام المصرية القديمة.. وبالذات «الأبيض والأسود» ومن منا لا يعشق أفلام ليلى مراد والريحانى وأنور وجدى وفاتن وعماد حمدى، وحسين صدقى وغيرهم الذين صنعوا مجد السينما المصرية منذ ثلاثينيات القرن الماضى.. حتى تلك الأفلام المترجمة عن الغرب.. وتلك التى تم تمصيرها مثل «أمير الانتقام» التى نجح أنور وجدى فى تقديمها عن أفلام وقصص أجنبية.. ومن منا لم تغلبه دموعه وهو يتابع بشغف شديد تراجيديات حسن الإمام وأيضاً أفلام نجيب محفوظ.. ومن منا لم يلهث وراء أبوة حسين رياض.. وأمومة فردوس محمد.. وحتى تبرج زوزو ماضى وزوزو شكيب.

ولن نردد هنا ما أصبح ثابتاً من أن صناعة السينما المصرية كانت الصناعة الثانية فى مصر.. وهى التى مهدت للفكرة العربية بين العرب.. قبل أن ينطق بها رجال السياسة العرب.. ولكن الحقيقة المؤكدة أن هذه السينما المصرية هى التى وضعت شعبنا المصرى فى مقدمة الوجدان العربى.. وإذا كنا لم نفهم كثيراً من اللهجات العربية إلا أن هذه الأفلام هى التى أدخلت اللهجة العامية المصرية إلى وجدان كل الشعوب العربية.

< ولهذه="" الأسباب="" كانت="" القاهرة="" هى="" قبلة="" كل="" الفنانين="" العرب="" فمن="" كان="" يبحث="" عن="" الشهرة="" عليه="" أن="" ينزل="" أرض="" مصر،="" وتذكروا="" أشهر="" نجومنا:="" نجيب="" الريحانى،="" وأنور="" وجدى="" وأسمهان="" وصباح="" ونور="" الهدى="" وفايزة="" أحمد="" ووردة="" الجزائرية..="" وكل="" من="" جاءنا="" من="" تونس="" الخضراء..="" وحتى="" السودان="">

الآن تغيرت الصورة.. انهارت تماماً صناعة السينما المصرية.. حتى تقلص عدد دور السينما.. وبعد أن كنا ننتج 100 فيلم كل عام.. لم يعد هذا الرقم يتجاوز الأفلام العشرة.. وحتى لا نجد فيلماً واحداً منها يترك آثاراً أو «يعلم» على هذه الصناعة.. وربما لذلك صفقنا كثيراً مثلاً لفيلم واحد هو «الممر».. وربما صفقنا لفيلم آخر هو «الكنز».. ولكن هل هذا يكفى؟

< والكارثة="" هى="" أن="" معظم="" الأفلام="" الحديثة="" تمجد="" العنف="" والجريمة،="" وصارت="" السنجة="" والبلطة="" وقرن="" الغزال="" هى="" سيدة="" هذه="" الأفلام،="" ولا="" يخلو="" فيلم="" واحد="" من="" بحور="" الدم="" وتمزيق="" الأجساد،="" وأتذكر="" أننى="" عندما="" عاتبت="" الفنان="" الراحل="" محمود="" عبدالعزيز="" بعد="" أن="" شاهدت="" أحد="" أفلامه="" قال="" لى="" بحسرة:="" ليس="" هذا="" هو="" الفيلم="" الذى="" تم="" تصويره،="" بل="" تم="" تمزيقه="" لتسود="" فيه="" الدماء="">

هل هى مؤامرة على الفن المصرى.. أم هى أعمق من ذلك لتصبح مؤامرة على الشعب المصرى نفسه.. أم هى السمة الغالبة فى حياتنا عندما ينتهى الحلم المصرى العظيم.

< أغلب="" الظن="" أن="" أفلامهم="" الآن="" لن="" تعيش="" فى="" وجدان="" المشاهد="" إلا="" لحظة="" العرض="" فقط..="" وسرعان="" ما="" ينتهى="" أثرها..="" ومن="" هنا="" يلهث="" المشاهد="" الآن="" وراء="" أى="" فيلم="" مصرى="" قديم="" على="" الأقل="" ليرى="" المشاهد..="" كم="" كانت="" مصر="" وشوارعها="" أيام="">