رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

والإجازات حاجة ممتازة، لكن ألستم معى بأن الإجازة تكون أكثر متعة وأكثر امتيازًا وأكثر فائدة عندما تأتى بعد أن يؤدى كل عامل عمله بضمير وإخلاص، وأن تكون رغبته فى العمل وبذل الجهد والعطاء أكثر من الارتكان إلى الكسل الذى يفتح الباب على مصراعيه للإهمال والتزويغ من العمل.

كل يوم نسمع ونقرأ عن ظاهرة التزويع من العمل خاصة المستشفيات التى يهرب منها بعض الأطباء والعاملين قبل انتهاء فترة العمل الرسمية، ملائكة الرحمة يتركون مرضاهم وهم فى أمس الحاجة إليهم، ويغادرون قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية.. ليس فى المستشفيات فقط هذه السلبيات ولكنها داء انتشر فى المصالح الحكومية، إن لم يكن الموظف مزوغًا، فهو روتينيا إلى أقصى درجة، والموظف الروتينى ليس أقل خطرًا من الموظف المرتشى. روت لى سيدة من الجيران أنها توجهت إلى السجل المدنى التابع له محل إقامتها لاستخراج قيد عائلى لزوجها لتقديمه فى ملف نجلهما، ووقفت فى طابور طويل منذ الصباح الباكر حتى اقترب موعد انتهاء العمل، وعندما حل عليها الدور رفض الموظف استخراج القيد العائلى، وطلب منها إحضار قيد عائلى قديم حتى يستخرج لها الجديد من واقع البيانات المدونة به، قالت السيدة للموظف إنها لا تملك قيدًا قديمًا، وإنما معها بطاقة زوجها العائلية المدون فيها اسمها كزوجة له، فرد الموظف شوفى مصلحتك، إما القيد القديم أو شهادات ميلاد الأولاد. كيف لهذا الموظف أن يلجأ لهذا الروتين العقيم، وأمامه على الكمبيوتر بيانات هذه العائلة.

هذا غيض من فيض على تكاسل الموظف المصرى فى كافة القطاعات وبعد ذلك يبحثون عن الإجازة، هناك احصائيات تشير إلى أن العامل المصرى لا يعمل إلا حوالى 27 دقيقة فى اليوم، وهناك إحصائيات تنتقد ترهل الجهاز الإدارى فى الدولة الذى يزيد على 6.5 مليون موظف، يتقاضون مليارات الجنيهات مرتبات، تقريبًا ثلث موازنة الدولة تذهب إلى العاملين دون فائدة.

الإجازة فى دولة مثل اليابان مرفوضة من العاملين، الحكومة قررت اتخاذ إجراءات ضد الموظف الذى يرفض الحصول على إجازته، اقنعت البعض بصعوبة، منحتهم حوافز للحصول على إجازة، هناك العمل مقدس، اليابانى عاشق للعمل والإنجاز، وكاره للكسل والهروب من خدمة المواطنين، هناك تقدموا كثيرًا، وغيرهم يغط فى بحور من العسل، ولذلك أطلقنا على الكسل، النوم فى العسل، أو نوم العازب!!

هناك اتهام للحكومة عندنا بأنها شجعت الموظفين على الاجازات، فكم إجازة فى العام، منذ أيام حصل الموظفون على حوالى أسبوع إجازة بعد مدها ثلاثة أيام من عندهم بمناسبة عبد الأضحى، وعندما اقتربت مناسبة رأس السنة الهجرية، انتظر الغالبية أن يكون يوم الأحد إجازة رسمية بدلا من السبت الذى يوافق هذه المناسبة ما اضطر الحكومة إلى إصدار بيان يشير إلى أن الإجازة ستكون طبقا لما تسفر عنه الرؤية الشرعية التى ستستطلعها دار الإفتاء المصرية وغالبا ستكون الإجازة السبت، طمع الموظفون فى يوم الأحد لأن الحكومة عوّدتهم فى مناسبات عديدة عندما تكون المناسبة توافق السبت تمنحهم الأحد إجازة عوضًا عن السبت الذى هو إجازة رسمية.

راجعوا كلام فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام الذى تحدث عن إحدى حيل الموظفين وهى اللجوء إلى التقارير الطبية المضروبة للحصول على إجازة، وقال فضيلة المفتى إن الطبيب الذى يصدر تقريرًا طبيًا غير سليم يكون آثمًا، وأضيف إلى كلام المفتى أن الطبيب الذى يصدر تقريرًا طبيا مزورًا لأحد الشاكين بأن فترة علاجه تتجاوز 21 يوما لتحويل اتهامه للمدعى إليه إلى جناية آثم أيضا، وأنه ارتكب عملا مخالفا لشرف المهنة.

هذه الحيل، وهذا الكسل لا بد أن يتوقف، وأن يلتف جميع المصريين حول دعوة الرئيس السيسى لهم بالعمل أكثر وأكثر حتى يزيد الإنتاج ويكثر الخير، وتتحقق الأهداف، إن العمل عبادة، وإن اليد الخشنة أفضل كثيرا من اليد الناعمة الكسلانة الموضوعة داخل جاونتى، شمروا عن سواعدكم، واشتغلوا من أجل بناء الوطن، وتقدمه.

الموظف الذى ينجز مصالح المواطنين خير من زميله الهارب أو المتكاسل، المدير الذى يجلس فى مكتبه للتوقيع على الطلبات خير من المزوغ ويطلب إرسال البوستة إلى بيته.

مطلوب منا جميعا البحث عن العمل، ومضاعفة الجهد أكثر من البحث عن إجازة. كفاية أنتخة يرحمكم الله.