عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

 

عدد من القراء تعجبوا مما كتبته الأسبوع الماضى حينما عارض الكثيرون من الوفديين مصطفى النحاس رئيس الوفد لأنه عارض محمود فهمى النقراشى باشا حينما فكر ثم نفذ عرض قضية مصر واحتلال أرضها فى مجلس الأمن ومطالبة جلاء الإنجليز فوراً عن مصر.. حينما وقف بطوله وشموخه وحماسه ووطنيته وصاح فى وجه وزير خارجية بريطانيا منادياً: أيها القراصنة اخرجوا من مصر.. وكرر كلمة قراصنة فى كل فقرة من خطابه.. وكلمة «قراصنة» معناها بكل اللغات «لصوص البحار»! لذا ردت علينا إنجلترا بأسوأ وأحط وأقذر رد.. قامت قوات بريطانيا بنشر مرض الكوليرا القاتل الممزق للمصارين  فى ثوان.

نشر الجنود ميكروب الكوليرا فى مياه النيل حتى الصعيد.. ووصل انحطاط العمل وانعدام الإنسانية أن جمع الجنود الإنجليز أمبولات شفاء المرض حتى مات آلاف ثم ملايين من المصريين مما دعا النقراشى للعودة بسرعة إلى مصر وكان الهجوم على بريطانيا أشد من كل فئات الشعب.. مما دعا عددا كبيرا من الوفد «هيئاته وفروعه والصحف والراديو» دعا هؤلاء للوقوف مع النقراشى فى استيراد أمبولات المرض ومقاومة المرض وزيادة قتل الإنجليز زيادة رهيبة حتى قيل إن إنجلترا ندمت على هذه المقاومة القذرة.

<>

وهكذا يصل الأمر لشبه اندماج مع حزب آخر.. حزب السعديين من أجل مصر رغم موقف رئيس حزب الوفد.

<>

هذا هو حزب الوفد.. فى أوج سلطانه وقوته وأغلبيته.. حزب الوفد الذى شعاره «مصر ثم مصر ثم مصر».. مصر أولاً وأخيراً.. مصر حتى ولو اختلفنا مع رئيس الحزب.. مصر فوق رئيس الحزب.. وأعتقد أن النحاس الذى عارض النقراشى عندما كان الموضوع فكرة.. أعتقد أنه كان أشد المؤيدين للنقراشى بعد خطاباته الساخنة فى مجلس الأمن ثم عودته لمحاربة الجيش الإنجليزى المرابط فى مصر.

<>

ثم لماذا نذهب بعيداً؟

بعد وفاة سراج الدين وتولى نعمان جمعة رئاسة الوفد.. هاجمه أعضاء الوفد حتى كتب نعمان مقالاً فى مجلة «المصور» يقول فيه إنه من أسرة وفدية! فإذا بأسرة نعمان تكذبه فى مقال آخر.. وتمر الأيام ويتضح أن المحامى الخاص ليوسف والى سكرتير حزب وطنى الحكومة! ثم يترافع فى قضية ضد أحمد أبوالفتح ويكسبها ظلماً بسلطة والى! وهنا تتضح الأمور.. جمعة المحامى الخاص بحزب الحكومة.. ثم يلقى قنبلة فوق مقر الوفد.. رئيس الوفد يلقى قنبلة فوق مقر الوفد.. ويتم القبض على رئيس الوفد! القبض عليه فى مقر الوفد! ولولا وساطة الوفد نفسه لدخل نعمان عميد كلية الحقوق السجن!

وأذكر أن اتصل بى بعض «الوفديين بحق» نعم «وفديون بحق» وعلمت منهم بعض اتصالات نعمان جمعة بالحزب الوطنى الحكومى.. وكتبت هنا فى هذه الصفحة مقالين تم نشر مقال.. الثانى اتصل بى صديق العمر وأخى مجدى سرحان رئيس التحرير وطلب منى أن أسحب المقال لأن الأخ فى طريقه «اطلع برة» مثل الفريق السودانى، واستجبت وخرج المقال من الصفحة، وخرج صاحبها من الدنيا.. ولكن هذا الذى اختلس 92 مليونا فلن أتركه: رد المبلغ كاملاً أو السجن مدى الحياة.