عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

منذ عدة سنوات طلبت وزارة الدفاع الاسرائيلية من المستشار السياسى لديها «آفى ريختر» إعداد دراسة حول الأخطار المحتملة التى تهدد اسرائيل وأكثر الدول والمنظمات التى تشكل تهديداً وجودياً لها فى حال نشوب نزاع أو حرب لأى سبب محتمل أو غير محتمل، وبالفعل قدم ريختر دراسته فى الموعد المحدد، والمثير فى الأمر أن ريختر اختار الجيش المصرى كأكثر التهديدات الوجودية لاسرائىل ولم يختر حزب الله ولا إيران ولا  حماس  ولما سئل عن سر هذا الاختيار قال: إن الجيش المصرى ـ بعيداً عن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ـ كاد يقضى علينا فى حرب 1948 لولا الهدنة ووجه لنا ضربة فى حرب عيد الغفران ـ أكتوبر 1973 ـ كلفت اسرائيل أكثر من 7 آلاف بين قتيل وجريح. وأوضح ريختر ان الجالس على عرش الحكم فى مصر هو الذى يتحكم فى أمن اسرائيل وليس العكس.

كشفت دراسة ريختر عن هواجس اسرائيل تجاه مصر، والحقيقة ان مصر تحتل مكانة خاصة لدى صانع القرار الاسرائيلى حتى ان ملف مصر فى وزارة الخارجية الاسرائيلية يعد الثانى الأكثر أهمية بعد أمريكا ورغم توقيع اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية فى العام 1979، الا أن مصر تحتل مكانة خاصة فى الذهنية الاسرائيية ويبدو هذا واضحاً فى اهتمام برامج «التوك شو» الاسرائيلية بالحرب والسلام مع مصر، وقد تابعت بعض تلك البرامج مؤخراً على اليوتيوب ووجدت نخبة من القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية السابقة والحالية، تتحدث عن الحرب والسلام مع مصر وكشفت العديد من الاسرار المتعلقة بين القاهرة وتل أبيب منذ الستينيات حتى الآن.

من أخطر ما ذكره الخبراء الاسرائيليون ان اسرائيل لم تقف ساكنة مع غزو الجيش المصرى لليمن فى مطلع الستينيات من القرن الماضى لاقصاء الإمام حميد الدين وتعيين المشير عبدالله السلال بدلاً منه والقضاء على الملكية وإعلان الجمهورية حيث قامت اسرائيل بتقديم  مساعدات عسكرية ضخمة لانصار الامام حميد الدين لالحاقه خسائر بالجيش المصرى هناك وتوريطه فى الصراع بحرب الجبال وهو ما كلف الخزانة المصرية احتياطياتها من الذهب التى قدرت وقتها بـ4 ملايين جنيه مصرى، وهو ما أدى بالتبعية الى وجود أكثر من ثلث الجيش المصرى فى اليمن مع اندلاع حرب يونيو 1967،ولذا كانت الهزيمة مروعة للجيش المصرى فى «5 يونيو» واستطاعت اسرائيل فى تلك الحرب الخاطفة احتلال سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان كما كشف القادة الاسرائيليون ان هزيمة مصر كانت مؤكدة فى يونيو 1967 لعدم استعدادها لتلك الحرب التى وضعت اسرائيل خطتها فى العام 1956، وذكر القادة الاسرائيليون ايضاً أن اغراق المدمرة ايلات بعد حرب يونيو مباشرة كان السبب المباشر فى قيام اسرائيل بحرب المدن فى مصر لذا قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب مصنع ابوزعبل ومدرسة بحر البقر فى الشرقية وبالنسبة لحرب أكتوبر 1973 اعترف القادة الاسرائيليون بصراحة بانتصار مصر فى تلك الحرب وهزيمة اسرائيل بدليل ان سيناء عادت الآن كاملة للسيادة المصرية، كما اعترفوا بعدم تهديد القاهرة لوجود قوات اسرائيلية فى الكيلو «101» نظراً لبسالة المقاومة الشعبية فى السويس  قبلها بأيام وتحديداً قبل قبول قرار وقف اطلاق النار فى «27 أكتوبر 1973». وأخيراً اعترف القادة الإسرائيليون أن الجيش المصرى الآن أقوى من حرب 1973 وان الأنفاق الموجودة أسفل قناة السويس تستطيع الدبابات الأمريكية إيرامز المرور منها والوصول الى  سيناء فى دقائق ناهيك عن عبور الجيش الثانى والثالث فوق الكبارى العلوية للقناة.

باختصار: اسرائيل تخشى مصر رغم توقيع اتفاقية السلام.