رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

 

فى 20 يوليو من عام 1969 فاجأ الأمريكيون العالم كله بنجاحهم فى أن يهبط أول إنسان ويتجول بمركبة على سطح القمر وقد شاهد العالم كله تحركات رائد الفضاء الأمريكى نيل أرمسترونج. لقد انطلقت به سفينة الفضاء أبوللو 11 فى يوم 16/7/1969 من مركز جون كنيدى للفضاء متوجهة للقمر وبعد ساعتين وأربعين دقيقة خرجت من المدار الأرضى واندفعت إلى مدار القمر الذى وصلت إليه بعد ثلاثة أيام وثلاث ساعات وخمسين دقيقة.. وهبطت من بحر السكون على سطح القمر وظلت به يوماً وثلاث ساعات و45 دقيقة! أما المفارقة المضحكة فهى محاولة التشكيك فى صحة هذا الأمر وأن ما شاهده الناس لا يعدو كونه سيناريو وهميا وفيلما افتراضيا صور لمخادعة الناس! وربما كان أبرز من تناول هذا الأمر هو أ. المسلمانى، وساعده على ذلك أقوال منشورة لآراء مذعورة من هذا التفوق الجلل!! والصحف التى تتناول مثل هذه الإنجازات العلمية بطريقة الغش أو التشويه قد تكون لها مآرب خافية أو مخفية أو سعياً محموماً وراء إنعاش توزيعها! وبالتالى ما كان يجوز مناقشة مثل هذه الأطروحات وكأنها احتمال ممكن! فالأستاذ أحمد المسلمانى فى مقاله بأهرام 14/7/2019 (قبل يورى جاجارين بقليل) خلص إلى عدة نتائج بعضها صحيح والآخر خاطئ تماماً وفيما بينهما منقوص أو ناقص الدلالة وهاكم فى نقاط أهمها:

1- إشادة مستحقة بالفيلسوف الصينى صن يات صن باعتباره من كبار دعاة وصناع الأمل بالعالم، حيث كان يرى أن أى فشل هو فشل مؤقت وأنه مجرد ورقة وأن الإنسان عليه ألا يستسلم لليأس أبداً.

2- سباق الفضاء.. بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية يعطى الدول الدروس فى كيفية إدارة الفشل واستثمار الخطأ.

3- لم يكن رائد الفضاء السوفيتى يورى جاجارين أول رائد فضاء فى التاريخ وإنما هو أول رائد فضاء عاد حياً فى التاريخ.

4- إن عدداً من رواد الفضاء قد سبقوا يورى جاجارين ولقوا حتفهم.. وأن دوائر غربية رأت أن عشرة رواد فضاء سوفيت قد ماتوا أثناء محاولات غزو الفضاء.

5- لم يكن يتم الإعلان إلا عن التجارب الناجحة فقط وهذا صحيح بالنسبة للاتحاد السوفيتى فقط فيما نرى، لأن الأمريكان كانوا يعلنون عن مواعيد الانطلاق للفضاء قبل حدوثها والإعلان عن أى فشل يحدث.

6- بصفة عامة.. نكرر، بصفة عامة.. التكافؤ الاستراتيجى بين القوتين الأكبر – لا الأعظم – فى العالم لم يكن يعنى أبداً أى تكافؤ علمى تقنى بينهما.. وأبسط مثال على ذلك بنت عليه الاستراتيجية لكليهما.. أنه لو افترضنا أن مئة ضربة ناجحة وجهها الأمريكان للسوفيت فى حينها قابلها ضربة ناجحة واحدة فقط وجهها السوفيت للأمريكان.. لكانت الخسائر فى الولايات المتحدة أضعافًا مضاعفة عنها فى الاتحاد السوفيتى بسبب التركيز الرأسى العالى للإسكان فى الولايات المتحدة، بينما فى المقابل التركيز الأفقى للسكان فى الاتحاد السوفيتى.. تلكم باختصار شديد هيمنة أحد بنود عنصر الأرض استراتيجياً وتعبوياً وتكتيكياً!