رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

قامت شركة IndiGo وهى أكبر شركة خطوط جوية للركاب فى الهند، بإطلاق 10 طائرات من طراز Airbus A320 neo وإلغاء 30 رحلة يوميًا لأسباب عديدة منها نقص الطيارين، بالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد الرحلات الداخلية الملغاة فى أستراليا 10808 فى العام الماضى.

وألغت شركة Flybe، شركة الطيران الإقليمية الأوروبية التى تتخذ من إنجلترا مقرًا لها، 10 رحلات فى بداية شهر أبريل، فى الوقت نفسه، قامت شركة الطيران منخفضة التكلفة Ryanair، التى تشغل أكثر من 1800 مسار وتملك 400 طائرة بوينج 737-800، بتخفيض عدد الرحلات الجوية بين عدة وجهات.. أما الوضع عبر المحيط الأطلسى فمماثل، حيث تواجه صناعة الطيران التجارية بأكملها نقصًا فى الطيارين لكل من طائرات الشحن والركاب. وتشير التقديرات إلى أنه سيكون هناك 1600 وظيفة شاغرة فى الولايات المتحدة بحلول عام 2020.. وفقًا لحسابات إدارة الطيران الفيدرالية، تحتاج الولايات المتحدة إلى تدريب عدد مذهل من 87 من رواد الطيران الجدد يوميًا على مدار العشرين عامًا القادمة من أجل تلبية الطلب المتزايد.

وتعانى FedEx، أكبر شركة طيران فى العالم عن طريق الشحن بطول الكيلومترات، من نقص طيارين وشيك، ومن المتوقع أن تخسر الشركة التى تتخذ من ممفيس مقرًا لها ما بين 150 و200 من طياريها البالغ، عددهم 4500 طيار هذا العام وعدد مماثل كل عام فى المستقبل المنظور.

يا سادة.. القضية ليست جديدة فمنذ عامين وصفت النرويجية، واحدة من أسرع شركات الطيران توسعًا فى هذه الصناعة، قضايا الطاقم كمشكلة أساسية لرجال الأعمال، وقد اضطرت مجموعة شركات الطيران بالفعل إلى إلغاء الرحلات الجوية فى أوقات الذروة فى صيف عام 2017 بسبب نقص الموارد البشرية، وبات واضحًا أن شركات الطيران تواجه نقصًا تجريبيًا متزايدًا فى جميع أنحاء العالم. نتيجة لذلك، يقومون بإيقاف الطائرة وإلغاء الرحلات الجوية فى جميع أنحاء العالم وهناك العديد من الأمثلة على حد سواء وأصبح مناقشة أزمة نقص الطيارين التى تلوح فى الأفق تزداد خطورة وأكثر إذا وضعنا جانبًا الأرقام، فالحالة واضحة فالنقص مؤثر وحقيقى.

خبراء اقتصاديات الطيران أكدوا أن هذا النقص يرجع إلى أسباب معقدة ويصعب تحديد السبب الرئيسى للنقص لأنه وضع معقدًا يتأثر بعدد من الأسباب فمثلًا أحد الأسباب الرئيسية لنمو الطلب على النقل الجوى قد يكون النمو الاقتصادى والتوسع فى شركات الطيران منخفضة التكلفة، حبث بلغ معدل نمو سفر المسافرين على مدار العام على مدار الأعوام الخمسة الماضية 6.2 فى المائة. كان النمو الاقتصادى والدخل فى الأسواق الناشئة الكبيرة، مثل الصين والهند المحرك الرئيسى لنمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى، وكذلك الطلب على السفر الجوى ونمت الطبقة الوسطى فى كلا البلدين مجتمعين من 80 مليونًا فى عام 2000 إلى 135 مليونًا فى عام 2016، بزيادة قدرها حوالى 70٪.. ويكون لعمر الطيار وحدود زمن الرحلة تأثير خطير على نمو النقص فى الطيارين وتنشأ معظم فرص العمل من الحاجة إلى استبدال الطيارين الذين يتقاعدون فعلى مدار السنوات العشر القادمة، من المتوقع أن يتقاعد العديد من الطيارين عند بلوغهم سن التقاعد المطلوب وهو 65 عامًا.. يواجه سوق الولايات المتحدة الأمريكية مشكلة الأجيال «Baby Boomer»، حيث أوشك عدد الطيارين ذوى الخبرة والذى ما يقرب من 50٪ من الطيارين الذين يطيرون اليوم على التقاعد. علاوة على ذلك، تحدد قيود وقت الرحلة متطلبات الحد الأدنى لساعة الرحلة للسفر على شركات الطيران التجارية أو ترقية الطيار المساعد إلى قائد الطائرة وكذلك جداول رحلات الطيران اليومية، وفى السنوات الأخيرة ظهر اتجاه متزايد لشركات طيران حيث تصطاد الطيارين المحترفين الموهوبين فشركات الطيران الآسيوية التى لديها طيار عملاق، تطارد الطيارين الأستراليين وتجذبهم للعمل فى المنطقة الموصوفة بأنها واحدة من أسرع الأسواق نموًا فى العالم.

وقد أجبرت مشكلة نقص الطيارين شركات الطيران على التخطيط الاستراتيجى للتوظيف وضخت شركات طيران مثل طيران الإمارات وشركة طيران كانتاس الأسترالية مواردها فى التوظيف، لكنها كافحت فى الأشهر الأخيرة لاستخدام طائراتها طالما أن خطط أعمالها تمليها بسبب اختناقات التدريب.

همسة طائرة.. يا سادة.. الوقائع السابقة تؤكد حقيقة لا يمكن تغافلها وهى أن شركات الطيران العالمية تجاهد وتناضل من أجل سد نقص الطيارين فنقص أعداد الطيارين على مستوى العالم أصبح معضلة تسعى الشركات لسدها.. والسبيل إلى ذلك نطرحه فى الحلقة القادمة من همسة طائرة عن «أزمة نقص الطيارين».