عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرياضة مكسب وخسارة.. وخلقت للمتعة والترفيه على الناس من ضغوط الحياة.. ومع مرور الزمن أصبحت هناك رياضة للممارسة ورياضة للبطولة، وتحولت إلى اقتصاد كبير يتم تقييمه بالمليارات من الدولارات، وتحولت المنظمات التى تدير الرياضة فى العالم إلى قوى عظمى، وأصبحت تناطح الدول بل تتدخل فى سيادتها دون اعتراض من أى حكومة، والإنجاز فى الرياضة أصبح أهم من الإنجاز الاقتصادى والسياسى والعلمى، وتحولت إلى المتنفس الوحيد للناس فى العالم للتعبير فيه عن شعورهم.

فكما غضبنا من المنتخب القومى لكرة القدم، وصببنا جام غضبنا على اتحاد الكرة، وتم إجبار أعضائه على الاستقالة، ولم نسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم، فرحنا وطربنا للإنجاز الذى حققه منتخبا كرة اليد للشباب والناشئين، فالأول حصل على المركز الثالث عالمياً، والثانى فاز بكأس العالم، وفرحنا بالأرقام التى حققتها بعض الألعاب الفردية، ومنها رياضة الأغنياء وأقصد الإسكواش.

وما سمعته فى الأيام الماضية من قيادات اتحاد كرة اليد، ومن المدربين والمسئولين الفنيين عن اللعبة، يؤكد أن الرياضة لم تعد تحتاج إلى الفهلوة، ولا تحتاج إلى أدعياء ممارستها، ولا إلى إداريين وموظفين، لكنها تحتاج إلى ممارسيها الحقيقيين والمتعلمين منهم، الذين لديهم القدرة على التخطيط، وعلى العمل وفق أسس علمية وخطة معروفة للجميع من ممارسى اللعبة ومدربيها وإدارييها.

فالفرق بين إنجاز اتحاد كرة اليد وفشل اتحاد كرة القدم هو الممارسة والثقافة والعلم والاطلاع على كل ما هو جديد، فإن كان أعضاء اتحاد كرة اليد أغلبهم من ممارسى اللعبة نجد العكس فى اتحاد الكرة، وفى القائمين على أمور الاتحاد على المستوى التنفيذى والإدارى داخله.

فإنجاز اتحاد اليد هو ترجمة للمثل المصرى «أدى العيش لخبازه» فقد وضع القائمون عليه قواعد العمل والخطة حتى المجموعات التدريبية للاعبين، كما تصدوا للفساد فى اختبار الناشئين منذ البداية، فشاهدنا مواهب حقيقية تكتسح بسهولة فرقاً كبيرة فى اللعبة.

اتحاد اليد وأعضاء المجلس نجحوا فى كسر تابو كبيراً فى الرياضة المصرية وهما الأهلى والزمالك، وألزموا الناديين الكبيرين بالقواعد التى وضعوها فى كتاب التعليمات الخاص به، فى حين كان اتحاد الكرة يخضع لرغبة الناديين الكبيرين بمجرد إرسال رسالة على الواتس لهم، أو مكالمة هاتفية، فترتعد فرائضهم وينفذون رغبات الكبار ما خلق حالة من الظلم العام فى أوساط اللعبة.

الإنجاز تحقق بسبب تطبيق التعليمات على اللاعبين بصرامة، فقد سمعت منهم فى اللقاءات التى عقدت مع الأبطال من الفريقين أن تليفوناتهم كانت تعطى لهم نصف ساعة فى اليوم، وكانت الصرامة فى النوم والاستيقاظ عكس ما قرأنا عنه من فضائح لاعبى كرة القدم سواء فى روسيا، أو فى القاهرة أثناء بطولة الأمم الإفريقية، وتمثل فى فضيحة أخلاقية مدوية لبعض اللاعبين، وآخرها ما كشفه نجم مصر محمد صلاح فى حديث تليفزيونى.

فالفرق بين الاتحاد الرياضى الناجح، والاتحاد الفاشل، واضح وبسيط، وهو ثقافة وتعليم ونزاهة القائمين عليه بجانب أن يكونوا من ممارسى الرياضة ،وهذه المعايير أصبحت ضرورية، وعلى الأندية التى تمثل الجمعية العمومية لأى اتحاد رياضى انتخاب القائمين على اللعبة على هذه الأسس الأربعة، وليس وفق التربيطات والوعود الانتخابية والرشاوى المختلفة التى تختلف من اتحاد إلى آخر.

فمن يريد النجاح لا بد أن يحمى نفسه من الفساد، وأن يبعد عنه الفاسدين، وألا يخشى فى المصلحة العامة لومة لائم، وأن يعمل مع فريق متناسق ومتناغم والتخطيط السليم وإقناع الجميع بالالتزام بالخطة الموضوعة، ومراقبة تنفيذها بصرامة، سيكون لدينا وقتها إنجازات كبيرة فى الرياضة حتى لو كانت الإمكانيات المادية شحيحة.