رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

قابلت «أبوالهدد» بشحمه ولحمه وسرواله الطويل وفوقه فانلة بيضاء ولكنها سوداء من كثرة العرق الذى يتصبب من جسده وتحول إلى طينة وهو يقوم بدوره فى إزالة بعض الحوائط أو تقشيرها لإعادة بياضها من جديد، واكتشفت أنه يعمل عند أبوالهدد الكبير، وعرفت أن الراجل الكبير متعاقد من الباطن مع أحد الأحياء.

ما هى وظيفة أبوالهدد الكبير؟ هو قريب أحد المسئولين الكبار فى الحى، وأسندت إليه مهمة تنفيذ قرارات الإزالة التى تصدر للمبانى المخالفة، وذاع صيت أبوالهدد فى المنطقة، وكان السكان يعملون له ألف حساب، هو فى حقيقة الأمر يعمل بالبناء، حتى اسمه «فلان البنا»، وأعطاه قريبه مسئول الحى منصباً ولقبا يأكل منه الشهد «أبوالهدد»، كان الأسطى يأخذ أنفاره تحت إشراف لجنة من الحى، وينقر نقرة فى حائط أو سقف مبنى مخالف، ويمشى برجاله على أنه نفذ القرار.

وبعد ذلك يعيد أصحاب العقار ترميم ما أفسده أبوالهدد ويا دار ما دخلك شر. أبو الهدد الكبير قرر استغلال نفوذه، وقام بتطبيق مصطلح الفاسدين: مفيش حاجة ببلاش، ومحدش بياكلها بالساهل اللى يدفع من أصحاب العقار المخالف، ينقر له نقرة صغيرة لا تبوظ العمارة واللى ميدفعش يكوم له المبنى، أو يضرب له عمودا، أو يهد دورا لأن لديه أمرا من الحى بالهد، وعندما جمع أبوالهدد مالاً وعدده، وجريت الفلوس فى إيده، وعششت فى دواليب البيت، وذهبت إلى البنوك، واشترى أراضى، وبنى عمارات اتجه إلى توسيع التجارة الحرام مع شيطان الحى «قريبه» كان أبو الهدد يتفق مع أصحاب الأراضى لإقامة عمارات مخالفة تحت حمايته، لأنه مسئول الهدد، وعندما يصدر إليه الأمر يتدخل كوسيط، وكله ياكل ويهبر، ويخالف ضميره، وحدد أبوالهدد سعراً للدور المخالف، وأشرف على بناء عمارات مخالفة تسد عين الشمس.

أبوالهدد الكبير تحول هو وقريبه من حاميها إلى حراميها، وهذا الوصف انتشر فى مواقع عديدة فى البلد، وأصبحوا أكثر من الهم على القلب، لكن الرقابة الإدارية لهم بالمرصاد، وسيتم تصفيتهم وكلابشات الرقابة جاهزة ولا تخشى أكبر شنب يمد يده على المال الحرام.

السؤال الآن: من المسئول عن اختيار أبوالهدد، وباقى العائلة، ومن الذى يعطى القط مفتاح القرار ومن الذى يأتمن الذئاب على الغنم، بالتأكيد هناك أخطاء فى الاختيار وهذا ما كان يحدث فى السابق، ولم تجف منابعه حالياً، كنت أعتقد أن أبوالهدد موجود فى المحليات فهذه البؤرة تحتاج إلى وقت لتطهيرها، ولكنه للأسف ظهرت بؤرة أبوالهدد، وحاميها حراميها فى الإعلام أيضاً، ولكنها كبقعة الزيت التى تظهر فى البحر من مخلفات سفينة ويتم محاصرتها وإزالتها فكيف يرتشى الرجل المسئول عن تطهير الإعلام، كيف يشارك فى تلويثه، وكيف يتحول من حاميها إلى حراميها، هو دوره مطاردة الفضائيات المخالفة، ويمنع ظهور ما يرى أنه لا يتفق مع القانون، فكيف يساعد فضائية على الصدور مقابل مبالغ مالية؟

لماذا يرتشى الموظف هل هو مرض؟ هل جينات؟ هل ضعف إيمان؟ هل فراغة عين؟ هل ضغوط الحياة؟ هل لأنه لا يحصل على مرتب لا يكفى احتياجات أسرته؟ هل لأن لديه تطلعات اجتماعية؟ هل يريد أن يكون من أصحاب الأموال؟ هل لديه زوجة مريضة تحتاج إلى مقابل العلاج؟ هل يريد تزويج البنات؟

لا هذا ولا ذاك يدفع الإنسان إلى الرشوة، هم سفلة حقراء لا يستحقون شرف الانتماء لهذا الوطن، لا هذا ولا ذاك يساوى الفضيحة والعار والسجن، والإهانة والطرد من الوظيفة، ولبس بدلة العنبر، ويترك أسرة تتوارى من خجل الإشارة بأنها أسرة الحرامى.

مش عاوزين نقول يا ناس يا عسل أبوالهدد وصل!! أبوالهدد فى كل أجهزة الحكومة، ولكن مصيره يقع.