عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

حوار فج وخبيث.. يدور منذ أيام على مواقع السوشيال ميديا.. حول ما يسمونه «مبادرة شباب الإخوان المسلمين» المحبوسين.. الذين يعرضون المصالحة مع الدولة مقابل الإفراج عنهم ودفع 5000 دولار لصالح صندوق «تحيا مصر» مقابل كل «رأس» منهم..!!.

•• المثير

أن معظم ردود الفعل على هذا «الهراء» انحصرت فى تساؤلات وتفسيرات واجتهادات.. مثل مدى جدية هذا العرض.. ومن الذى سيتحمل التكلفة.. وهل ينطبق ذلك على المدانين فى قضايا الإرهاب أم فقط المسجونين بتهمة الانتماء للتنظيم الإرهابي؟.. ودلالة هذه المبادرة من الناحية التنظيمية داخل جماعة الإخوان.. وهل تعنى تصدعا وانهيارا فى التنظيم وانشقاقا داخليا عليه.. خاصة بعد التعليقات التى نشرتها بعض رموزهم القيادية وتتضمن استهجانا وانتقادا لموقف الشباب المحبوسين.. وكذلك ردود هؤلاء الشباب على تلك التعليقات.

ولم ينتبه الكثيرون إلى خبث هذه الدعوة.. أو المبادرة.. والغرض الماكر منها.. وهو محاولة الإساءة إلى الدولة بإظهارها مظهر التاجر الذى يقبل بيع سمعته وأمن بيته واستقراره مقابل حفنة من الدولارات.. ولم يتعرض الكثيرون.. عن جهل أو عن سوء قصد.. إلى السؤال الأهم.. وهو: هل يمكن أن تقبل الدولة فعلا بذلك؟.. وهل هناك من يمتلك مثل هذا القرار بالتصالح مع هؤلاء المجرمين غير الشعب الذى انكوى بنيران إرهابهم واريقت دماء وأزهقت أرواح أبنائه فى عملياتهم الإرهابية الخسيسة؟!.

•• الرئيس السيسى        

سبق له أن حسم هذه القضية.. قضية المصالحة مع الإخوان.. عندما واجه سؤالا خلال حوار أجرته معه صحيفة فرنسية حول إمكانية المصالحة مع الإخوان؟..فكان رد الرئيس بأن صاحب الحق فى الإجابة على هذا السؤال هو الشعب المصرى وحده.. هو من يجب أن يقرر هل يريد المصالحة مع «الإرهابيين»..؟

ونحن.. الشعب.. نقولها بكل صراحة ووضوح.. قولا واحدا: لا تصالح مع مجرمين وقتلة ومرتزقة أياديهم ملوثة بدماء أبرياء الوطن.. ونرفض أى دعوة خبيثة تهدف إلى الوقيعة بين الشعب وقيادته.. والإيحاء بضعف الدولة وفشلها فى مواجهة الضغوط وأعمال التخريب والهدم والقتل التى يمارسها التنظيم المارق.. واضطرارها لقبول شروطه.. تلك الشروط التى هى فى الأساس تشكل أسباب استحالة تلك المصالحة.

•• وسنظل نقولها:

هؤلاء كانوا وسيظلون أبدا.. جماعة مارقة.. غلاة فى الدين.. وفى السياسة أيضا.. شربنا المر من كؤوسهم عامًا كاملًا حالك السواد.. قضوه فى الحكم.. فما رأينا منهم إلا تكفيرا لمن ليسوا منهم.. وتفريقا وتمزيقا واستقطابا لأبناء الوطن الواحد.. ذلك الوطن الذى لا يرونه كما نراه نحن.. حيث نربطه نحن بالأرض والعرض وروابط الدم وحدود الجغرافيا والتاريخ.. بينما هم يؤسسون وطنهم على العقيدة.. والدين.. فلا توجد فى عقيدتهم دولة مصرية.. وهى لا تعنيهم أصلا.

مفهوم الدولة لديهم هو «الدولة الإسلامية».. تلك التى يتخذونها شعارًا براقًا.. ليخدعوا به البسطاء باسم الدين.. ويحققوا به أطماعهم السياسية فى إقامة دولتهم المزعومة.. التى يحاربون بها «الكفار».. «الوثنيين» الذين يتخذون من فكرة «الإخوة فى الوطن» و«القومية» و«الوطنية» دينًا لهم.. يحاربون به «دولة الخلافة».. التى لا وجود لها إلا فى خيالهم المريض.

•• هل نتصالح مع هؤلاء؟

وهل يمكن لدولة أن تتحاور أو تتفاوض مع تنظيم إرهابى كل قياداته مدانون فى قضايا إرهاب وقتل وترويع وسفك دماء؟.. وهل من المنطقى أن تتصالح الدولة مع هؤلاء، وهم يصرون على إنكار شرعية نظام يونيو 2013.. وتربطهم شبكة علاقات ومصالح تخريبية وتدميرية مع أطراف خارجية مثل قطر وتركيا والتنظيم الدولي؟.. وهل الدولة أو الشعب بشكل عام يقبل هذا المنطق.. منطق الحرية مقابل الدولارات.. والذى لو قبلنا به مع سجناء الإخوان لكان منطقيا ايضا أن نقبل به مع تجار المخدرات والقتلة واللصوص ورموز الفساد ونهابى المال العام.

•• هذا هو المستحيل بعينه.. الدولة ومن خلفها الشعب تخوض حربا ضروسا ضد عصابات الإرهاب وذيولهم من تجار الدين.. ولا بديل عن الاستمرار فى هذه الحرب حتى الانتصار على هؤلاء الخونة المتآمرين.