رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

                             

 

هذا فيلم مكتوب علينا أن نتابعه مشهداً وراء مشهد، أكثر منه موضوعاً يتحدث عن ناقلة نفط ظلت محتجزة لأسابيع ثم جرى الإفراج عنها بحكم محكمة! 

أتحدث بالطبع عن ناقلة النفط الإيرانية «جريس ١» التي احتجزتها البحرية البريطانية عند مضيق جبل طارق في  يوليو الماضي! 

وقد كان جبل طارق مستعمرة بريطانية ولا يزال، وفي أثناء مفاوضات البريكسيت حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، دار خلاف كبير بين البريطانيين وبين الإسبان على هذه المستعمرة الباقية، ولا يزال الخلاف قائماً حتى الآن لأن خروج الإنجليز من الاتحاد لم يتم حسمه بعد، والمفروض أن يتم الفصل فيه بسقف زمني يصل الى آخر اكتوبر المقبل! 

ولأن هذا هو وضع جبل طارق، فإن بريطانيا احتجزت الناقلة في لحظة عبورها من المضيق، وكان المبرر أنها تحمل نفطاً الى الحكومة السورية التي تخضع لعقوبات أوروبية تمنع وصول هذا النفط إليها! 

و قد سارعت طهران بالرد على الإجراء البريطاني، وفق مبدأ المعاملة بالمثل الذي تعرفه الدبلوماسية فيما بين الدول، فاحتجزت هي الأخرى ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي، واقتادتها الى ميناء بندر عباس الإيراني على شاطئ الخليج! 

وفي مرحلة من مراحل الضغط المتبادل بين ايران من ناحية، وبين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من ناحية ثانية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني موجهاً كلامه الى الدولتين : الأمن بالأمن، والنفط بالنفط، والمضيق بالمضيق! 

وكانت الرسالة التي أراد إيصالها من وراء كلامه واضحة للغاية، فالإفراج عن ناقلة النفط البريطانية في بندر عباس، لا بد أن يسبقه الإفراج عن «جريس ١» في جبل طارق! 

وهذا ما جرى بالفعل، حتى ولو كان الإفراج قد جاء بحكم محكمة من محاكم جبل طارق، وليس بقرار من البحرية البريطانية! 

والمفارقة أن الناقلة البريطانية لا تزال محتجزة في بندر عباس، رغم أن « جريس ١» غادرت جبل طارق، ورغم أنها اتجهت الى المياه اليونانية، وليس الى المياه الإيرانية، ورغم أنها غيرت اسمها بمجرد الإفراج عنها من « جريس ١» الى: أندريا داريا ١! 

وعندما أحس رئيس وزراء اليونان بأن واشنطن تتعقب الناقلة وتريد ضبطها، صرح بما معناه أن الموانئ اليونانية تستقبل الناقلات التي يصل غاطسها الى ثمانية أمتار فقط .. وبما أن أندريا داريا يزيد غاطسها على ذلك، فيبدو أنها لن ترسو في اليونان! 

إنه فيلم نتابعه أكثر منه ناقلة كانت محتجزة، والغاطس في الفيلم أكثر فيما يبدو مما هو ظاهر أمامنا!