عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

 

 

ترددت كثيرا فى أن أكتب عن قرية الشعراء، هذه البلدة الطيبة التى كانت فى يوم من الأيام معمل تفريغ الأثاث لعرضه فى معارض دمياط، فهذه البلده هى العمود الفقرى لصناعة الأثاث فى محافظة دمياط، خاصة فى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم وهى تقع فى قلب مدينة دمياط ويحدها من الشرق أكبر مصنع لصناعة الألبان فى مصر سابقا والذى استحوذت عليه البنوك ليصبح مصنعا للغربان ويحدها فى الغرب مصنع دمياط للغزل والنسيج إحدي قلاع صناعة الغزل فى مصر سابقا والذى تحول إلى أنقاض مصنع غزل وينتظر دوره فى التصفية وجنوبا بداية ترعة السلام من النيل وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاما انتهت بحلول الألفية الثالثة كنت عندما تزور هذه البلدة ترى من العجب ما يجعلك تفتخر بأن هذه البقعة على أرض مصر فكل بيت فيها أسفله ورشة لصناعة الأثاث يعمل فيها ما لا يقل عن 5 عمال معظمهم شباب وحتى الأطفال بداية من 4 و5 سنوات يعملون ولا تقل عمالة الأطفال لأن هذه الصناعة تستلزم التعليم منذ نعومة الأظافر على حرف من الصعوبة تعليمها بعد سن العاشرة كالأويمة ولا تقل سينعكس ذلك بالسلب على أمراض اجتماعية خطيرة، لأن هذه البلدة ومدينة دمياط استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة بتشغيل كل الأطفال لديها ولا فرق بين طفل ابن الفقير او طفل ابن الغنى فى مشهد قلما يتواجد فى اى مكان فكانت النتيحة تحقيق أربعة أصفار صفر أمية وصفر تسرب من التعليم وصفر بطالة وصفر جريمة (فى حدها الادنى) ووصلت لدرجة أنها كانت على أعتاب المدينة الفاضلة وفى أقل تعليق أن كل 50 ورشة يخدمها قهوة تغلق بعد انتهاء عمل الورش بل إن هذه البلدة استطاعت جذب العمالة غير المدربة من المحافظات المجاورة مثل الدقهلية وكفر الشيخ والغربية وتعليمهم أصول المهنة مما ساعد على محاربة البطالة ورفع مستوى المعيشة ليس فى دمياط فقط ولكن فى جميع المحافظات المجاورة استطاع البنك وهو رمز صناعة الأثاث أن يكون هو أيقونة نهضة اقتصادية ساعدت الدولة فى المنافسة على صناعة الأثاث عالميا خاصة الأثاث اليدوى الذى تتميز به دمياط عالميا ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن فبعد زيارة الرئيس الأسبق مبارك بدأت المعوقات تنهال على صناعة الأثاث سواء بتعيين محافظين لا يدركون أهمية وقيمة هذه المحافظة كدجاجة تبيض ذهبا للاقتصاد المصرى أو بالوقوف أمام تسهيل دخول المواد الخام من أخشاب ودهانات لزوم هذه الصناعة وذلك من قبل الجمعيات والغرف التجارية مما انعكس على زيادة التكاليف ومن ثم زيادة الأسعار بل وإغراق السوق بما فيه سوق دمياط بالأثاث الصينى والتركي الذى يقوم على التفنيش العالى على حساب الجودة، ما دعا إلى انصراف قطاع كبير من المستهلكين لأماكن أخرى منها مصلحة السجون ورجوع العديد من العمال إلى محافظاتهم بعد أن تعلموا سر مهنة صناعة الأثاث من أبناء دمياط بعد مرور الوقت انعكست الآية وأصبحت الشعراء طاردة لعمالها وبعد أن كان لكل 50 ورشة مقهى واحد أصبح لكل ورشة مقهى وهو ما جذب قطاعا كبيرا من العمالة لترك البنك رمز العمل إلى الجلوس فى المقاهى رمز المخدرات فانتشر الحشيش والافيون ومع تدنى صناعة الأثاث وانخفاض مستوى المعيشة لجأ الشباب للبانحو كحل شيطانى لم يستطع بل يأبى إبليس على اتباعه لتدمير بلد كان يوما أيقونة صناعة الأثاث فى دمياط ومصر بل والعالم بل اتجه قطاع عريض من العمالة الماهرة على صناعة الأثاث ليس فقط لتعاطى البانجو بل الاتجار فيه وبعد كل هذا العرض فإننا جمعيا خاصة المسئولين نعرف ما هو المطلوب لنجدة بلد تحاصره تجارة الأفيون من كل جانب بعد أن كان محاصرا بالبنك الذى كان عنوانا على نجاح نموذج مصرى خالص دمرته رياح الجهل بالأشياء والانصياع لرغبات أعداء النجاح.