رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

 

 

أثار حفيظتنا ذلك الفارق الكبير فى الحفاوة التى استقبل بها الإخوة السودانيون كلًا من رئيسى الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى، والإثيوبى آبى أحمد خلال حفل التوقيع النهائى على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير.

كان التصفيق وعبارات الترحيب ينطلقان من بين الحضور، كلما ذُكر اسم «أحمد» أو قبل توجهه إلى المنصة لإلقاء كلمته وحتى بعد انتهائه من الكلمة.. بينما لم نجد فى المقابل إلا أصواتًا خافتة تتفاعل مع وجود ومشاركة «مدبولي» الذى ذهب ممثلًا لرئيس مصر الذى يرأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

•• لماذا حدث ذلك؟

البعض يرجعون هذا الموقف إلى أسباب تتعلق بالدور المباشر الذى لعبه آبى أحمد.. وهو رجل مشهود له بالحنكة السياسية.. فى التوفيق بين طرفى الأزمة التى عاشها السودان الشقيق لعدة أشهر قبل التوصل إلى الاتفاق الموقع مؤخرًا.. وربما يكون ذلك صحيحًا.

لكن لا أحد يستطيع إغفال الدور الأساسى والفاعل الذى لعبه الاتحاد الإفريقي.. تحت قيادة مصر فى التوصل إلى هذا الاتفاق ورعايته وصولًا إلى توقيعه ووضعه موضع التنفيذ الفعلي.. وهو ما يقدره ويثمنه القيادات السودانية التى وجهت فى كلماتها عبارات الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي.. بشخصه وبصفته المصرية والإفريقية.. على الدور الذى قام به فى هذا الاتفاق.. وإن كان الرئيس قد فضل عدم حضور الاحتفال.. لأسباب يقدِّرها.. وهذا من حقه ولا يُغضب أحدًا.

•• ومنذ بداية التطورات السودانية

كان الموقف المصرى واضحًا ومعلنًا.. ويتمثل فيما احتواه البيان الصادر من وزارة الخارجية أوائل إبريل الماضي.. من تأكيد على «دعم القاهرة الكامل لخيارات الشعب السودانى الشقيق وإرادته الحرة فى صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السودانى فى تلك المرحلة المهمة.. استنادًا إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني».. وكذلك التأكيد على «ثقة مصر الكاملة فى قدرة الشعب السودانى الشقيق وجيشه الوطنى الوفى على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها».. ثم دعوة مصر «المجتمع الدولى إلى دعم خيارات الشعب السودانى وما سيتم التوافق عليه فى هذه المرحلة التاريخية الحاسمة».

•• أيضًا

هذا الموقف الموضوعى والعاقل والمتزن.. أكده الرئيس السيسى للفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتى نائب رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى الذى زار مصر مبتعثًا من الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى الانتقالى فى نهاية شهر يوليو الماضي.. بهدف تنسيق مواقف مصر والاتحاد الإفريقى فى التوصل إلى اتفاق ينهى الأزمة السودانية.. حيث أكد الرئيس السيسى على الموقف الاستراتيجى الثابت لمصر تجاه دعم استقرار وأمن السودان وشعبه الشقيق.. ودعم مصر اختيارات الشعب السودانى للحفاظ على الدولة السودانية.. وترحيبها باستضافة أى حوار لكافة أطياف الشعب السوداني.   

وما يؤكد أهمية الدور المصرى فى تلك المرحلة.. هو ما صرح به الفريق حميدتى نفسه.. بشأن قيامه بعرض تفاصيل الاتفاق السياسى الخاص بترتيبات المرحلة الانتقالية مع تحالف «الحرية والتغيير» الذي تم توقيعه آنذاك على الرئيس السيسي..  ومعربًا فى هذا الخصوص عن تقدير بلاده لدور مصر الداعم للسودان.. خاصة من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي.

•• ومع ذلك

ظلت هناك طوال مرحلة الأزمة السودانية أصوات نشاذ من جانب بعض الأشقاء.. تبدى تحفظًا أو رفضًا للدور المصري.. ووصل الأمر إلى قيام بعض السودانيين بالتظاهر خارج السفارة المصرية فى الخرطوم.. معلنين رفضهم ما أسموه «التدخل المصرى فى الشأن السوداني».. والغريب أن هذه المظاهرات خرجت بعد أيام من بيان وزارة الخارجية المصرية «المتوازن» الذى أشرنا له فى السطور السابقة!

ولا يخفى على أحد أنه كانت هناك تحركات أصابع خفية معادية تحاول الوقيعة بين الأشقاء المصريين والسودانيين استغلالًا لهذه الأحداث.. هذه الأصابع تتحرك تحديدًا من الدوحة.. معقل الإخوان.. حيث وظف النظام القطرى المتآمر آلته الإعلامية «الجزيرة» من أجل تأجيج الصراع السودانى وإثارة الفتن بين الطوائف السياسية.

•• على أى حال

مثل هذه الأمور الصبيانية والألاعيب الخبيثة لم تعد تثير اهتمامنا.. وعلينا أن نعى تمامًاـ على المستوى الشعبى أن استقرار السودان وسلامه هو فى صالح أمن مصر القومي.. وكذلك استمرار دفء العلاقات السودانية الإثيوبية الذى ينعكس بشكل مباشر على مصالحنا الاستراتيجية والمائية.. أما ما يبديه بعض الأشقاء من جفاء فالأيام كفيلة بإذابته وإعادة المياه إلى مجاريها.