رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات


عالم «السوشيال ميديا» المخيف، لم يعد بالإمكان السيطرة على جموحه، بعد أن أُسيئ استخدامه بشكل فاق حدود اللامعقول، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بـ«سحب صكوك الإنسانية والوطنية» وممارسة أبشع أنواع الإرهاب الفكري والأذى النفسي!

مؤخرًا.. كشف إغلاق أحد المطاعم بالأسكندرية، عن تجدد الحملة «الظالمة» ضد الأشقاء السوريين المتواجدين في مصر، والتي تم إثارتها للمرة الأولى قبل شهرين، لتعود من جديد «التريندات» و«الهاشتاجات» التي تنادي بترحيلهم!

تلك الحملة التي أشعلت منصَّات التواصل الاجتماعي، وتصدَّرت التغطية الإعلامية والصحفية، أحدثت حالة من الجدل، على مدى أيام، حيث أقيمت «الحفلات الإلكترونية» لتوزيع صكوك الانتماء والوطنية، بين رواد «السوشيال ميديا»!

نتصور أن ما حدث يبرهن على أن جزءًا كبيرًا من المجتمع تحركه «السوشيال ميديا»، وينقاد بسهولة خلف نشطاء «فيسبوك»، لأننا ببساطة شعب عاطفي، ينساق خلف المشاعر التي قد تُظهر الأشياء على غير حقيقتها!

ما حدث في الأسكندرية ليس سوى حادث فردي، قد يحدث في أي مجتمع، وينتهي بتطبيق وإنفاذ القوانين، لكن أن تُشن حملات مجحفة بحق جميع السوريين المتواجدين في مصر، على هذا النحو المقزز، فذلك أمر يدعو للدهشة والاستغراب!

لعل أكثر ما يلفت الانتباه هو تلك «الاستفاقة المفاجئة»، والتحرك الجماعي، والحملات المكبرة، لكثير من الجهات والمسؤولين بالأسكندرية، الذين قاموا بمعاينة المطعم ومراجعة تراخيصه، ليكتشفوا فجأة أن هناك مخالفات لاشتراطات الأمن الصناعي!!

ما تابعناه خلال الأيام الماضية يكشف عن تفاقم منسوب الكراهية لدى البعض، ضد الأشقاء السوريين المتواجدين في مصر، نتيجة خطابهم العنصري المضلِّل، استنادًا إلى مغالطات، ومبالغات، ومهاترات، وكلام مُرسَل، وإحصاءات وأرقام غير دقيقة، ومخاوف «غير مشروعة»!

الأزمة الأخيرة وردود الأفعال «المبالغ فيها» من بعض الناس، تدق ناقوس الخطر حول «التشوه النسبي» الذي حدث في طبائعهم وسلوكهم خلال الفترة الأخيرة، حتى وصلت إلى حد التبلد والسلبية والتعالي وتصوير أي مشكلة صغيرة على أنها إهانة للشعب المصري بأكمله!

السوريون شعب مهذب ومبدع وخلاق، يقدس قيم العمل، وقادر على المنافسة، ولذلك نعتقد أنهم لم يشكلوا أي عبء على مصر التي استضافتهم، ولا يكلفون الميزانية قرشًا واحدًا، كما أنهم لا يشكلون أي تهديد لخارطتنا الديمغرافية.

نقول لهؤلاء الممتعضين «الوطنيين» الذين يسوؤهم تواجد أشقائنا السوريين: هل من المروءة والعدالة والإنصاف «إنسانيًا» أن ندير ظهورنا لهؤلاء الأشقاء المُنتجين الفاعلين والمستثمرين في بلادنا، أو نحرِّض على ترحيلهم، بعد أن ضاقت عليهم بلادهم بما رحبت، لمجرد حدوث «مشكلة صغيرة» أو «أزمة عابرة»؟!

التجربة السورية في مصر أثبتت نجاحها، في الوقت الذي يحاول البعض وأدها، تارة باسم التخوفات الأمنية والمخاطر الاقتصادية، وأخرى بدافع الـ«زينوفوبيا»، أي كراهية «الأجانب» أو الخوف منهم.. أو احتقار «الغرباء»!

إن المصريين هم أكثر شعوب المنطقة حبًا لأشقائهم العرب والمسلمين، والسوق المصرية مفتوحة وتستوعب الكثير من المشروعات والتجارب، لكننا نطرح سؤالًا على هؤلاء «المنتفضين الغيورين على مصلحة الوطن»: لماذا ينجح السوريون في مصر؟ وماذا عن وجود عشرة ملايين مصري يعملون في دول الخليج والأردن وليبيا.. وغيرها؟

.. وتبقى حقيقة راسخة مفادها أن العالم كله، على مر العصور، يعترف بفضل مصر «تعليمًا، وصحة، وثقافة، وإبداعًا»، بل وتضحيات مغموسة بالدم في خدمة القضايا العادلة للعرب والمسلمين، أما تلك الأصوات «المغردة» خارج السرب، فهي نسبة ضئيلة جدًا من الشعب المصري، الطيب العظيم، ولا يمثلون إرثه الحضاري.


[email protected]