رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

مصر للمصريين، لكن أتى على الناس زمن كان فيه من لا يملك يعطى لمن لا يستحق، بالبلدى كده اسمها أغمض عينيه حتى لا يراه وهو راض عنه، هذا الزمن عرف بزمن التكويش، وسقطت أراضى الدولة فى قبضة الحائزين نتيجة فساد، أو استغلال نفوذ، وظهرت طبقة تملك كل شىء وإلى جانبها طبقات حرمت من كل شىء، واحد يحوز ملايين الأمتار من الأراضى، وفى وسطهم قصر وآخرون يدوب يقدروا يعيشوا وغيرهم يبحثون عن أربعة حوائط تستر عوراتهم، والبعض يبحث عن ضل وآخر فقد ظله.. باختصار لم تكن مصر للمصريين، ولا المصريون يعرفون عن مصر شيئًا. فهم كانوا ناقمين حانقين، غير منتمين، صحيح تدمع عيونهم عندما يذكر اسم مصر، لكن كان بكاؤهم على أحوالهم أشد. ما تقولش إيه أدتنا مصر كانت أغنية تشدهم وقت الشدة، وبعدما يفيقون يقولون وحيلتنا إيه نديه لمصر؟.

باختصار لصوص الأراضى وناهبو أموال البنوك، وتجار الفراخ الفاسدة ومزورو الانتخابات، والمتاجرون بالوظائف، حولوا مصر فى حقبة فاسدة إلى اللا دولة، ومرت الأيام بيضاء على كل ظالم، سوداء على كل مظلوم، لأن الفقير لم يجد من يصغى إليه، والغنى يضرب الباب برجله، ويدخل يقضى حاجته، وهذه الحاجة يعنى مصلحته وسادت فى هذه الفترة مصطلحات، شوف مصلحتك يا سيد، كما ظهرت آفة الفرز الاجتماعى التى بدأت الدولة الجديدة تجفف منابعها حاليًا لإرساء مبدأ الكفاءة، وتقريب أهل الخبرة من أهل الثقة.

باختصار.. مصر أصبحت تتغير للأفضل، انتهى زمن اللا دولة قالها الرئيس السيسى: أنا ضد الفوضى والإهمال واللا دولة، وهى عكس الدولة، لأن الدولة تخضع بالكامل للقانون، أما اللا دولة يحكمها قانون "سكسونيا"، وهذا القانون نسفته ثورة 30 يونيو.. قال السيسى: لن يلوى أحد يد الدولة، ولن أترك حق الدولة، ودشن السيسى لجنة استرداد أراضى الدولة منذ توليه السلطة وعرفت بأخذ حق الشعب، لأن هذه الأراضى التى تم نهبها فى عصر دولة الأغنياء فقط ملك الغلابة، وجاء السيسى ليأخذ حق هؤلاء من أصحاب الكروش الذين ابتلعوا الأراضى وشربوا عليها مياه معدنية، كان من الممكن يشربوا مياه غازية ولكنهم لم يريدوا هضم الأراضى، بل قرروا تسقيعها لبيعها بالمليارات.. يعنى إيه واحد عنده كذا كيلو متر أراضى حصل عليها بابتسامة وتفتيح مخ، ويحاول طرحها حاليًا بالمليارات، السيسى قال لهؤلاء: قف عندك، مش هسيب حد ياخد حاجة مش بتاعته، ولن أسمح لأحد يأخذ جنيها واحدا فى جيبه واللى يعمل كدة مالوش مكان بيننا، السيسى يخاطب كل من يتولى مسئولية أنه لن يسمح له بالحصول على مال ليس من حقه، فى صورة هدايا أو رشوة، أو حلاوة أو ابتزاز، أو استغلال نفوذ، حتى تكون دولة لا بد أن يدخل هؤلاء الجحور، ويأتى غيرهم يحافظون على حق الشعب فى أرضه ومشروعاته وثرواته.

السيسى قال للمصريين: كل الناس فى مصر أهلى وإخواتى، ولكنى مش هسيب حد ياخد حاجة مش بتاعته.. الرئيس يقول إنه ليس له شلة، ولن يكون هناك منتفعون حتى ولو كانوا مقربين منه، لأنه حارس على المال العام الذى سيسأل عنه أمام الله، المال العام أمانة وقرر السيسى أن يعيد للدولة ثمن كل متر أرض حصل عليه أى أحد مهما كان اسمه أو سطوته أو نفوذه، ويعيد المقابل كاش لخزانة الدولة.

دولة القانون هى عنوان هذه المرحلة، وهى تسير بخطى ثابتة لتجفيف آثار اللا دولة التى عانت منها مصر فى السابق، ودفع ثمنها الشعب الفقير، الذى بدأ يستعيد أملاكه، ويستعيد معها كرامته التى كانت مهدرة لأنه كان يعامل فى دولة اللا دولة على أنه إنسان غير كامل الأهلية، أو أنه كان يرى فى نفسه ذلك لأن مجتمع الأغنياء المقرب من الكبار جدًا لم يترك له شيئًا.

فالأراضى خصصت بالأمر والفهلوة والنفاق، ولم يعد للشعب أى شىء، والشعب حاليًا يستعيد حقوقه فى دولة القانون.