رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ما يقوله «أهل العلم» شيء.. وما يفعله السياسيون شيء آخر تمامًا.. الأكاديميون والمعلمون يتحدثون من داخل أبراج عاجية.. يتوهمون ويحلمون ويبنون بأقلامهم ونظرياتهم مدناً فاضلة لا وجود لها إلا في خيالاتهم البريئة.. أما السياسيون فلا تحركهم إلا دوافع المصلحة.. أو قل ما يعتبرونه من وجهات نظرهم يحقق «المصلحة».. مع الأخذ في الاعتبار أن كلمة «المصلحة» هذه هي مصطلح هلامي.. واسع.. فضفاض.. يحتاج في حد ذاته الى ضبط معنى وتحديد دقيق لمفهومه.. وتحت تأثير هذه الدوافع يرتكب السياسيون كبرى الجرائم والخطايا.. دون أي اعتبار لضمير أو منطق أو علم أو أخلاق.

•• مثلاً

يحار الناس في الموقف الأمريكي من قطر.. وحالة «الشيزوفرينيا السياسية» التي تتسم بها طبيعة تعامل الولايات المتحدة «العظمى» مع تلك «الدويلة» المثيرة للجدل والاشمئزاز.. متناهية الصغر حجماً..  وجامحة الطموح على المستوى السياسي.. والمالي.. إذ يصمها العالم كله تقريبا.. وبشكل غير رسمي.. بأنها من أكبر دول العالم رعاية للإرهاب.. بينما على المستوى الرسمي تصطنع هذه الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية البلاهة والصمم والعمى.. عندما نواجهها بالسؤال: لماذا لا تدرجون قطر رسمياً على قوائم الدول الراعية للإرهاب؟!.

مؤخراً.. نشرت صحيفة أمريكية تقريراً لباحث أكاديمي في جامعة تكساس.. دعا فيه الإدارة الأمريكية لإدراج قطر رسمياً كدولة راعية للإرهاب.. مثلما فعلت مع آخرين ممن «قدموا الدعم مراراً وتكراراً لعمليات الإرهاب الدولي».. ومبدياً استغرابه من أن الرئيس ترامب نفسه أقر علنا بأن تمويل الإرهاب في قطر «على مستوى عال للغاية» على حد وصفه.. وعلى الرغم من هذا الاعتراف فإن إدارة ترامب كغيرها من الإدارات السابقة «تغض بصرها» عن حقيقة هذا البلد الذي يرعى الإرهاب!.

•• المفيد

أن الباحث الأمريكي يرصد في تقريره أدلة وبراهين الدعم القطري للإرهاب.. ومنها تحدي قطر المصالح الأمنية الأمريكية ودعمها الواضح والعلني والمستمر لحركة حماس في غزة..  وهي جماعة قامت الولايات المتحدة بإدراجها على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية (مع تحفظنا طبعا على ذلك لأن المعايير الأمريكية لا تفرق بين العمليات الإرهابية وحق الدفاع المشروع عن النفس والأرض والوطن).

ويضيف التقرير: أنه مثلما وفرت قطر الملاذ الآمن والتمويل لحركة حماس.. فإنها تتعامل بنفس القدر مع منظمات أخرى مُصنفة كـجماعات إرهابية سواء في أمريكا أو في دول العالم.. فعلى الرغم من إدراج حكومات مصر والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا وسوريا تنظيم «الإخوان المسلمين» كجماعة إرهابية.. فإن جماعة الإخوان المسلمين تلقت أكثر من مليار دولار من الحكومة القطرية.. كما توفر قطر أيضا المأوى الآمن لـ20 قياديا رفيع المستوى من حركة طالبان الأفغانية.. وقامت برعاية ميليشيات «أحرار الشام» السلفية السورية التي تقاتل إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية.

ويخلص التقرير إلى أن علاقات قطر بالإرهاب راسخة.. من خلال إيواء وتمويل بعض الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في العالم.. أي أن قطر أصبحت وفقا لأي تعريف معقول دولة راعية للإرهاب... ومؤكدا أنه قد حان الوقت لأن تدرك أمريكا وبقية العالم مدى وحجم التهديد الذي تمثله قطر ضد الأمن العالمي.. ليتم توصيفها وتسميتها (دولة راعية للإرهاب) وفقًا لذلك.

•• هذا هو «الحلم الأكاديمي»

وهذه هو «الخيال» الذي يعرفه السياسيون.. ولو تفكر كاتب التقرير قليلا لوجد ما يزيل دهشته في تلك العشرات من مليارات الدولارات التي تنفقها قطر على شراء المعدات العسكرية والتجارية الأمريكية.. فضلاً عن فتحها أراضيها على مصراعيها أمام جحافل الجيش الأمريكي لتتمركز على شواطئ الخليج العربي في مواجهة إيران وبجوار حقول البترول والطاقة في الخليج..  وبالقرب من مناطق النفوذ الاستراتيجي لـ «الصديقين اللدودين».. روسيا والصين.

•• ومن أجل ذلك

سوف تظل الإدارات الأمريكية المتتالية تغض بصرها عن عورات قطر السياسية.. وستظل تقارير الأكاديميين المطالبة بإدانة حكام الدوحة ووصمهم بدعم الإرهاب مجرد «أوهام» وأحلام.. ربما تكون مؤجلة إلى أن ينفد مال وبترول القطريين أو يفقدوا سيطرتهم وسيادتهم بالكامل على أراضيهم.. ويتحولوا الى مستعمرة لأمريكا وأصدقائها في الغرب.. وفي اسرائيل.