عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

لا يوجد شعب لا يحترم الوقت ولا يقدر قيمته، إلا وأصابه التراجع  والتخلف واحترام الوقت، يبدأ دائما بكبير الأسرة، أو قائد الجماعة أو الفريق، فهو القدوة التى يحتذى بها، وهو المؤشر الذى من خلاله تتم معرفة ويفيد، وهذا ينطبق على الأب أو الأم وولى الأمر وعلى المسئول فى منصبه وموقعه وزيرا، محافظا، رئيس مجلس إدارة أو مديرا وعلى المرؤوس موظفا وعاملا، كل فى فلكه يجب ألا يضيع دقيقة واحدة من الوقت دون أن يستفيد منها، سواء كان ذلك بالعمل أو الترفيه .

 

وهذا سر الفارق الكبير بيننا وبين دول متقدمة مثل بريطانيا وأمريكا  واليابان. وهذا أيضا سر الإنجاز السريع لأى مشروع يسند الى القوات المسلحة فى أى دولة، حيث يتم  احترام الوقت، وضبط مؤشر الأداء  والإنتاج مع بندول الساعة، لا إهدار  لثانية أو دقيقة واحدة، لأن ذلك يعنى  ارتفاع التكلفة والدخول فى مخاطر  التأجيل والانتظار.

 

فى العالم العربى، سترى نماذج لا تعد ولا تحصى، على عدم تقدير قيمة الوقت، سواء كان ذلك على المستوى الرسمى أو الشعبى أو حتى الأسرى والفردى، فهذا وزير يعلن عن الانتهاء من مشروع ما بعد عامين، وإذا بالمشروع يمتد ولا يتم افتتاحه إلا بعد  خمس سنوات وربما عشر، أو بعد وفاة  الوزير نفسه، وهذا أب يمضى وقته بين أوكار المخدرات مترنحا ولا أى إحساس بالمسئولية ولا بالوقت الذى  يهدره على حساب أبنائه وأسرته، 

وحتى على مستوى الصداقة والزمالة فكم من صديق ”لطعك“ بالساعة  والساعتين متأخرا عن موعده، ولا  يبالى بما دفعته من تعطيل بسبب هذا  التأخير، وإن عاتبته يقسم لك بكل الأديان والمذاهب إنه كان مشغولا وهو فى الحقيقة نائم فى سريره أو جالس على المقهى يلعب طاولة أو يشد الشيشة ويستمتع بالأنفاس.

 

وحتى فى البرلمان كثيرا ما تجد بعض نواب الشعب قادمين فى آخر الجلسة وربما لا يحضرون من أساسه، لأنهم لا يدركون قيمة الوقت. وضرب مايكل بيتس، وزير التنمية  الدولية في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مثالاً يحتذي به، عندما قدم لها استقالته ؛ لمجرد أنه تأخر دقيقة واحدة عن جلسة استماع في مجلس اللوردات، ولكنها  رفضت قبول الاستقالة؛ معتبره أن مجتهد » الأمر لا يستحق، وأن بيتس في حكومتها. وكان اللورد « ودؤوب بيتس قد استدعي، إلى مجلس اللوردات (الشيوخ) لاستجوابه حول عدم المساواة في الدخل بين الرجال والنساء في بريطانيا، لكنه تأخر لستين  ثانية، أجاب خلالها مسئول آخر غيره عن سؤال كان المفترض أن يجيب عنه بيتس في بداية الاستجواب. ومع ذلك أصر بيتس على أن يعتذر لتأخره هذه الدقيقة الواحدة، ويتحدث لزملائه « شعوره بالعار » والحضور، معبرا عن لما حدث، ليقدم استقالته ويغادر الجلسة. فهل يجرؤ أحد عندنا ليفعل كما فعل هذا الوزير؟ أعتقد أن هذا المشهد لن نراه إلا إذا تعلمنا منذ الصغر فى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وأنديتنا ومساجدنا وكنائسنا قيمة الوقت .

والوقت أيضا سر تفوق اليابانيين وتميزهم، فهناك لا وقت للثرثرة فى المصانع والمزارع والمدارس والجامعات، والمستشقيات، وفى كل مجال، الكل من مختلف الأعمار والفئات، منضبط، ينظر إلى الساعة فى يده أو على الحائط المجاور، يعمل لينتج ويربح ويسهم فى رخاء وطنه وتقدم دولته.

 

ورغم أن مساحة مصر مليون كيلو متر مربع واليابان ٣٧٧ ألف كيلو، (ربع مساحة مصر) ومع أن عدد المصريين ٠ مليون وهم ١٣٧ مليون نسمة، إلا أن اليابانيين متفوقون، ولا يعانون من انفجار سكانى وأزمة سكن؛ لأنهم يقدرون قيمة الوقت، وإن لم نستيقظ ونفعل مثلهم سنظل محلك سر نحتل المركز الأول عالمياً فى مرض السرطان والكبد الوبائى والبلهارسيا وشلل الاطفال وحوادث الطرق وتعاطى المخدرات واستيراد القمح، ونحصد المركز الأخير عالميا فى مستوى التعليم الأساسى والحالة المعيشية، ونظل نستورد من الإبرة للصاروخ.