عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظللت لفترة طويلة أفكر، مَن يحارب مَن فى الدول العربية والاسلامية؟ وهل التدخلات الأجنبية فى الشئون العربية والإسلامية، سواء كانت حربية أم مادية أم سياسية ستنتهى؟ وكيف ومتى ستنتهى تلك الحروب الدائرة، سواء بين الشعوب بعضها البعض، أم تلك الدائرة بسبب التدخلات الخارجية العسكرية، ومن ناحية أخرى بسبب الجماعات المتشددة؟

حقيقة، إن الحروب الإسلامية الدائرة - خاصة فى الدول العربية - أصبحت معضلة يصعب على أى مفكر توقع كيف ومتى ستنتهى. ولكن، بعد تفكير عميق رجعت بالذاكرة إلى أحداث 11 سبتمبر سنة 2001، التى تهدمت فيها العديد من الأبنية الأمريكية، وقتها خرج بوش الابن - الرئيس الأمريكى آنذاك – معلناً عن حروب صليبية وشيكة فى منطقة الشرق الأوسط، ثم خرجت بعد ذلك تصريحات عدة من أمريكا وحلفائها، عما أسموه الربيع العربى، وأن هناك الشرق الاوسط الجديد على الأبواب، وأن المنطقة العربية سيصير تقسيمها.

منذ هذا التاريخ بدأت التنظيمات الإسلامية المتشددة فى الظهور فى منطقتنا العربية، وكان على رأسهم أخيراً تنظيم داعش الإرهابى. هذا التنظيم المعروف بداعش أعدته المخابرات الأمريكية لكى يتدخل فى الشئون العربية فى محاولة منها الوقيعة بين صفوف الشعوب العربية، ومن أهم المهام الموكلة لهذا التنظيم هو جذب الشباب خاصة فى الدول العربية والاسلامية، عن طريق مدّهم بالمال وإغراءات عديدة أخرى من بينها الإغراءات الجنسية على فهم خاطئ منهم بالدين الاسلامى.

وبالفعل انتشرت التنظيم المتشددة ومن انضم إليهم من الشباب فى العديد من الدول العربية والإسلامية، وبدأ الاشتباك بين طوائف الشعب الواحد، إلى ان انتهى الأمر فى العديد من الدول العربية لما نشهده حالياً من حروب طاحنة، وهكذا ظهرت التدخلات الأجنبية فى تلك الدول على أشكال وأطماع وأهداف مختلفة. وفى كل يوم وآخر نسمع أن الحرب انتهت مثلاً فى العرق، ومرة أخرى نسمع أن الحرب ما زالت مستعرة هناك، وكذا سوريا تارة نسمع ان داعش تم دحرها، ثم يخرج من يخبرنا بأن داعش ما زالت منتشرة ويأتيها المدد من السماء.

وما يقال عن العراق وسوريا، يقال أيضًا عن ليبيا وعن اليمن والصومال وباكستان وأفغانستان والعديد من الدول الأفريقية التى انتشرت فيها حروب عديدة من جماعات تدعى انها اسلامية. وللأسف الشديد ما زالت تلك الحروب دائرة حتى يومنا هذا، ولا احد يعرف متى وكيف ستنتهى هذه الحروب؟ وهل من الممكن ان تعود الدول التى ابتليت بتلك الحروب والدمار مرة أخرى كما كانت قبل، سواء من حيث وحدة شعوبها أم من حيث استقلالها ووحدة اراضيها؟

أنا لا أتصور أن الدول الأجنبية التى تدخلت فى شئون بعض الدول العربية والاسلامية - على اطماع واهداف مختلفة - سوف تنسحب من تلك الدول، لكى تعود إلى ما كانت عليه من قبل، فهذا أمر لا يمكن تصوره. الشىء المقبول عقلاً، ان الدول التى تدخلت فى شئون الدول العربية، بالقطع لن تغادر هذه الدول، بل ستطالب -بحجة الحماية- ان تحتفظ لنفسها بجزء من الأرض. وهكذا ستتحقق نبوءة دول الغرب عن الشرق الاوسط الجديد، وسوف يصير تقسيم وتفتيت منطقتنا العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة، يسهل على اسرائيل ابتلاعها مستقبلاً.

كل ما أتمناه ان يجنب الله سبحانه وتعالى مصر مثل هذه الحروب، وان تظل وحدة واحدة، وان يقف شعبها صفاً واحداً ضد الإرهاب الأسود، وفى الوقت نفسه يبنى ويعمر، لكى تظل مصرنا العزيزة مرفوعة الرأس موفورة الكرامة.

وتحيا مصر.