رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط احمر

عاد تنظيم داعش يظهر من جديد، وتناثرت تقارير صحفية هنا وهناك تتحدث عن أن التنظيم بدأ ينشط مرةً أخرى في شرق سوريا، وبدأ أيضاً يستعيد قوته في العراق!

وسواء عاد كما يتردد هذه الأيام، أو لم يعد، فسوف يظل هذا التنظيم لغزاً كبيراً، إلى أن يأتي يوم نعرف فيه كيف نشأ وكيف سيطر في وقت من الأوقات على غرب العراق وشرق سوريا، ومَنْ كان وراء فكرته، ثم وراء انتشاره إلى الحد الذي جعله يتحدث عن وجود دولة تحمل اسمه!

والشيء الذي لا يجب أن ننساه، أن قائد قوات سوريا الديمقراطية في الشرق السوري، كان دقيقاً في حديثه قبل عدة شهور عن هزيمة التنظيم هناك.. فلقد قال إن التنظيم إذا كان قد اختفى وانتهى في شرق سوريا، فهزيمته تبقى هزيمة عسكرية وفقط!.. وكان المعنى أن عناصره التي تلقت عدة ضربات قوية من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، إذا كانت قد تفرقت في أنحاء الأرض، فإنها لا تزال باقية في انتظار الهزيمة الكاملة والحاسمة، أو في انتظار العودة إلى ما كانت عليه وربما أقوى!

وفي هذا الأسبوع كانت صحافة العالم تنشر تقريراً لوزارة الدفاع الأمريكية، يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالمسئولية عن عودة التنظيم، وكانت مسئوليته تنحصر في أنه سحب قوات بلاده من سوريا، ولم يلتفت الى مخاوف كثيرة أبداها مسئولون موجودون في إدارته!

وهذا صحيح نسبياً.. ولكن.. لو أن الذين أعدوا هذا التقرير كانوا راغبين في القضاء على داعش فعلاً، لكانوا قد سألوا ترامب عما كان يقصده عندما صرح في وقت ترشحه للرئاسة عام ٢٠١٦، بأن إدارة باراك أوباما كانت هي التي وقفت وراء نشأة داعش!

لقد صرح الرئيس الأمريكي بهذا صراحة، وكانت تصريحاته مانشيتات في الصحف، ولكنه بسرعة سحب تصريحاته بمجرد نشرها ولم يرجع إليها مرةً ثانية! إننا، إذن، أمام اتهام الى إدارتين أمريكيتين متتاليتين، بأن إحداهما كانت وراء الفكرة منذ البداية، وبأن الثانية وراء عودة التنظيم بعد مرحلة من الاختفاء!

والاتهام في الحالتين ليس صادراً عن عابر سبيل، ولا عن جهة عادية يمكن أن نتجاهل اتهامها ونتجاوزه، ولكنه صادر في الحالة الأولى عن مرشح رئاسي صار رئيساً هو ترامب، وصادر في الثانية عن وزارة الدفاع نفسها الشهيرة بالبنتاجون!

داعش أدى وظيفة في مرحلة من المراحل في المنطقة، ويبدو أن وظيفته لا تزال في حاجة إلى وجوده، أو بمعنى أدق لا تزال في حاجة إلى استدعائه ليؤدي ما تبقى منها، وحين ترفع الجهة الراعية يديها عنه سوف تتكشف كل الأوراق، وسوف نعرف أين يختبيء الآن أبوبكر البغدادي هذه الأيام ومَنْ يخفيه ؟!

القضاء على داعش في شرق سوريا وفي غرب العراق قبل شهور لم يبدد شيئاً من غموض لغز التنظيم!