رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

في تاريخ الشعوب مراحل تحتاج فيها إلى الفرح ،وإلى السعادة ،وإن جميع الأديان السماوية تحض على التفاؤل و الأمل «واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا» و إعمار الأرض حتى قيام الساعة و حينها  لو أن « فى يد أحدكم فسيلة فليغرسها » على الرغم من عدمية الغرس و الإنبات و الإثمار لكن لا تبخل بغرس هذه الشتلة في الأرض «إذا الأرض كورت » و « إذا زلزلت الأرض زلزالها » كل هذا نقرؤه ولا نتوقف أمامه، و نركز على الحزن ، وعلى إلغاء الفرح وإنهاء الأعياد و بهجتها بأسرع وقت ممكن ..لماذا نميل إلى الحزن ؟ وإلى تذكر الأموات في يوم عيد ؟ و إذا ضحكنا قليلا توقفنا فجأة «اللهم اجعله خيرا » لماذا نقدس مناسبات الموتى و ننسى مناسبات الأحياء ؟ لقد اخترعنا الذهاب للمقابر فى اليوم السابع للوفاة «رحمة السابع » و «رحمة الخامسة عشرة »و «رحمة الثلاثين » و «رحمة الأربعين» و «رحمة الحول» و ربما كانت مناسبة الأربعين مرتبطة بفترة تحنيط المتوفى التى تستغرق أربعين يوما ثم دفنه في عهد الفراعنة  وكانت النائحات ينحن على الميت أربعين يوما حتى يدفن فأخذها المصريون عادة لتمجيد الحزن، و أبدعوا فن «العدّيد»أى تعداد محاسن المتوفى مع دموع جاريات ؛ ومن أجمل الصور التى حفظتها من فن العديد عندما توفى قاض بقريتنا العويضات بمركز قفط فبكت واحدة و هى تعدد:

يا مغسّل ماتغسلوش قوامْ 

خليه يونسنا 

و احفر له قبره ف عامْ

دا القاضى يوحشنا 

و الجميل هذه الصورة «و احفر له قبره ف عامْ» أى تود لو أن حفار القبور مكث عاما فى حفر القبر حتى يظل المتوفى بالبيت قريبا منها .

وإذا كنا نقدس الحزن فلماذا لا نقدس الفرح ؟ و لماذا لا نعطى الأعياد فرحتها ؟أين النكتة المصرية ؟

يجب زراعة الأمل في النفوس ويجب غرس التفاؤل في القلوب ،مرحى بالعيد «روّحوا القلوب ساعة فإن القلوب إذا كلّت عمِيَت» 

ختام الكلام :

كلُّ أعياديَ أنتِ

كلُّ أيامي أنتِ

يا ابْنة الأقمار 

ذَا قلبي خذيهِ

كم بقلبي قد سكنتِ

كل أعيادي مرتْ

كل أعيادك تأتي

يا ابْنة الأقمار

والأقمار في عينيْك أنت

ما تبقَّى في حياتي

كلُّ ما شئتُ  وشئْتِ

فخذي عمري هدايا 

وأضيفي ما أردتِ

وامْنحي الدنيا ربيعا

يا ربيعي حيثُ كنتِ

أنتِ من حُسْنٍ ٍأتيتِ

من جمالٍ قد خُلِقْتِ

أنت يا نورًا بقلبي

صار  لي همسي وصمتي

أنت عيدي يا قصيدي

أنت أعيادي وأنتِ

لم أَجِد شيئا لأهدي

هل سيكفي ألفُ بيْتِ؟

كل بيتٍ صارَ وردا

وورود الكون أنتِ

[email protected]