حكاية وطن
المصريون فى إجازة عيد الأضحى من السبت إلى الأربعاء، والكسالى والمزوغاتية سوف يمدونها إلى السبت القادم، هذا بالنسبة للعاملين فى الدولة، أما العاملون فى القطاع الخاص فإجازتهم ثلاثة أيام فقط.
وأنا أتابع طقوس أول أيام العيد، تساءلت بينى وبين نفسى: كم يوماً يحصل السيسى على إجازة؟ ونزلت بالمدة إلى: كم ساعة وربما تكون كم دقيقة؟، واكتشفت أن الرئيس لا يحصل على إجازات بل يعمل غالباً بالليل، وفى أول أيام العيد أدى الرئيس صلاة العيد فى مسجد الماسة بالعلمين الجديدة، وتوجه مباشرة لمتابعة إنشاءات منتجع العلمين، الرئيس أدى عدة مهام فى وقت واحد، صلى العيد، وبحث تطورات العمل فى مدينة العلمين الجديدة، وأجرى اتصالات مع بعض كبار المسئولين للاطمئنان على تكليفات أخرى وعاد إلى القاهرة يواصل متابعة المشروعات.
«السيسى» يقدس العمل ويدعو إليه، ولكنه لا يريد أن يحرم المصريين من الاستمتاع بالإجازة، ولكن بعد الإجازة لابد أن يكون هناك عمل، الإجازة شحن للطاقة، وتفريغها فى العمل واجب، بالعمل نحقق أهدافنا. القوات المسلحة تعمل بدون إجازة، وكذلك الشرطة، ملايين المصريين خرجوا فى أول أيام العيد للتنزه فى الحدائق والشواطئ، وزيارة الأقارب واستمتعوا بالعيد، وتبادلوا التهانى، وارتادوا المطاعم، ومحلات السوبر ماركت للتسوق، ومن قبلها اشتروا اللحوم، أو ذبحوا الأضحية وخير أجناد الأرض يسهرون على راحتهم، تطرق فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام فى خطبة العيد من منتجع الماسة بالعلمين إلى خير أجناد الأرض قائلاً: إنهم يواجهون محاولات زعزعة الاستقرار وتخريب الوطن، هم العين التى باتت تحرس فى سبيل الله ولا تمسها النار، والعين الأخرى بكت من خشية الله.
قوات الجيش والشرطة تعهدت للمصريين بقضاء عيد آمن، ودعتهم للخروج رغم أنف أهل الشر، وخرجت الملايين فى رعاية العيون الساهرة يقضون أوقاتاً ممتعة فى أجواء عائلية.. الحدائق فى كل مكان تعج بالأطفال والشباب من الجنسين، ضابطات الشرطة أقسمن: لن يجرؤ متطفل على مضايقة بنات مصر، وقال الجيش والشرطة: لن يجرؤ شرير على الاقتراب من تراب الوطن، ولا منشآته، وإذا زأر الأسد تدخل الفئران الجحور.
واليوم ثانى أيام عيد الأضحى، يواصل خلاله المصريون احتفالاتهم.. وخدنا اجازة، بس بشرط نعود بعد ذلك إلى العمل الجاد، من أجل الإنجاز، من أجل البناء والتعمير، من أجل أن نضع عوداً فى عين الحاقدين على هذا البلد، بل أعواداً كثيرة، حتى يصابوا بالعمى، ولا يرى مصر إلا من يحبها من قلبه، وكأنها أمه.
اعملوا حتى نقضى على مقولة بلد اجازات.. نعم للإجازة ولكن نعمين للعمل، واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.