رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن كل أمة تعتمد حياتها بل قد تتوقف على الأعمال الطيبة والمفيدة التى تُؤدى بها الواجبات وتتحقق بها غايات الوطن، ولا يتأتى ذلك إلا إذا تصدى لتلك المهام بشر تؤهلهم الأرض والطبيعة والمناخ والبيئة للقيام بها، وتاريخ الأمم المتقدمة يشهد بأن فى ماضيها من أعد لها فرساناً امتلكوا جوهر المؤهلات الصالحة، فانبروا بإخلاص وروية وحكمة وانتماء حقيقى لصنع الحاضر، والذهاب إلى تشكيل ملامح المستقبل وصياغة أبجديات التقدم التى هى فى النهاية نتاج طبيعى وحصاد مأمول لغرسهم الطيب.

 وإن لم يتوفر لأى أمة تلك النوعية من فرسان الريادة، اضطرت إلى استقدام عناصر من غير بنيها، وهم إن تولوا ومارسوا القيام بتلك الأدوار ومهما اجتهدوا فى مواقعهم فإنما يجتهدون للنجاح فى الوظيفة وأداء الواجب نحوها فقط، وفى أغلب الأحوال لا يكون أداء الواجب على هذا النحو فاعلاً نحو الوطن والأمة، لأنه أداء قد يفتقد التناغم مع المنظومة العامة والرؤية الأشمل والأهداف ذات الصيغة والخصوصية الإنسانية والوطنية.

ويبقى السؤال: هل كان لأجنبى مهما أعد من دراسات ومُنح من صلاحيات وتوافرت له أعلى درجات الخبرة والعلم والجاهزية العملية أن يقدم لبلادنا إنجازاً واحداً على قدر روعة إنجازات طلعت حرب على سبيل المثال بتلك الحمية والتواصل الإنسانى والغيرة الوطنية والفهم العميق للتركيبة البشرية لمواطنيه وتاريخهم وتراثهم الفولكلورى والروحى التى اتسمت بها تلك الإنجازات التاريخية العملاقة وإن كان امتد لبعضها للأسف معاول الهدم والإفساد والإهمال الإدارى فى عصور الانفتاح قليل الأدب؟

 والأمثلة فى هذا الصدد لا تُعد ولا تُحصى لرواد وأصحاب أدوار رفيعة تاريخية كانت وما زالت مؤثرة فى كافة مناحى العلم والمعرفة والثقافة والفنون وفى عالم السياسة، ولعل نجاح مؤسس نهضة مصر الحديثة «محمد على» كحاكم، ورغم أنه لم يكن مصرياً (وقناعته بضرورة الاستفادة والتفاعل مع أسباب التقدم فى بلاد الغرب المتمدينة عبر إرسال البعثات والاستفادة بالخبرات الأجنبية) إلا أن الرجل كان مؤمناً بقدرات المواطن المصرى، وعليه فقد قام عند تشكيل المؤسسات الرئيسة لبناء الدولة بالاعتماد الكامل على أولاد البلد فاستطاع بناء مؤسسات وطنية قوية منتمية، ولعل بناء مؤسسة عسكرية تعتمد على فكرة المواطنة الكاملة وتأهيل العنصر الوطنى ما يؤكد نجاح ذلك التوجه.

وبالمناسبة، مقالى ليس دعمًا لاختيار «حسن شحاتة» رغم عظيم تقديرنا له ولدوره الوطنى والمهنى فى زمانه المناسب، ولكن هو بالتأكيد للتذكير بأننا نعيش هذ الأيام ذكرى رحيل عميد علماء العرب د. أحمد زويل، وينبغى مع الاحتفاء بذكراه، التنبيه للالتزام بوصاياه ووصفاته العلمية لإرساء قاعدة علمية مصرية عمل على المشاركة فى وضع لبناتها الأولى بوضع حجر الأساس لـ«جامعة زويل» والتى احتفلنا بتخريج أول دفعة رائعة من طلابها.

[email protected]