عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

تحدثنا فى المقال السابق، عما يسمى بحد الردة.. وقلنا إنا لم نجد فى كتاب الله وسنة نبيه ما يشير صراحة إلى هذا الحد كما يفهمه المحدثون اليوم.. بل العكس تماما وجدنا حرية العقيدة والعبادة فى كتاب الله.. ووجدنا ما يدعون إليه، يخالف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكفى بهذا دليلا.

ولأن أنصار تلك الفرية يستشهدون بحروب الردة التى قادها أبو بكر الصديق رضى الله عنه.. لنعد قليلا إلى حال دولة الإسلام فى تلك الفترة ليحكم القارئ بنفسه، إن كان استشهاد هؤلاء فى محله أم لا.. فما أن توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حتى انقلب أغلب الأعراب على أعقابهم.. ولم يتوقف الأمر عند الخروج على الدولة ورفض ولاية قريش.. مع انتشار قولهم «كنا نعطى قريشا أموالنا(الزكاة) وفيهم نبي، فلماذا نعطيهم إياها الآن».. بل امتد الأمر للتربص بالمسلمين، وتحين القبائل المحيطة بالمدينة المنورة الفرصة للانقضاض عليها.. وهو ما دفع الصديق لنشر الحراس على حدود المدينة المنورة تحسبا لمهاجمتها من قبل الأعراب.. وفى نفس الوقت كان جيش أسامة بن زيد يستعد للخروج للشام.. وكان الرأى أن يبقى الجيش للدفاع عن المدينة.. إلا أن الصديق أبى أن يحل عقدة عقدها رسول الله.. وكان كل الخير فى خروج ذلك الجيش..رغم أن ظاهر الأمر خطأ استيراتيجي.. إلا أن مرور الجيش بأحياء العرب أثار الرعب فى قلوبهم وردعهم عن مهاجمة المدينة.. وتفرغ الخليفة أبوبكر لرد القبائل التى حاولت الانفصال عن دولة الإسلام.. فضلا عن ظهور مدعى النبوة.. إذا كان الموقف فى مجمله.. دولة يوشك عقدها أن ينفرط وتنقسم لدويلات وقبائل متفرقة.. فكانت حروبا اختلط فيها الدفاع عن الدين بالدفاع عن الدولة وسيادتها.. ولو لم يكن فى الأمر دين لخاضها الخليفة أيضا دفاعا عن الدولة.. وهو القرار الذى يتخذه أى حاكم فى أى زمان فى مثل هذا الموقف.. والواقع أن محاولات الانقلاب على دولة الإسلام كانت كامنة فى نفوس العرب قبل رحيل رسول الله.. لدوافع قبلية بحتة.. وكان خروج الأسود العنسى فى اليمن على دولة المدينة.. أبرز ما جسد ذلك الخطر المحدق بدولة الإسلام.. فكان لا مفر من تلك الحرب لتثبيت دعائم الدولة وتأكيد سيادتها على أرض العرب.. وكان جمع الزكاة للمدينة أبرز ملامح تلك السيادة.. ويأتى خروج القبائل «عنصريا»على التبعية لقريش.. وفتنة مدعى النبوة للعرب عن دينهم على نفس الدرجة من الخطورة والأهمية.

فأين تلك الحرب وبواعثها، وحرية العقيدة التى نص عليها القرآن الكريم.. وسيرة رسول الله المطهرة مع من ارتدوا عن الإسلام، مما يسمونه اليوم بحد الردة..!!

[email protected]