عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

* رغم المأساة التى خلفتها كارثة معهد الأورام، إلا أنها كشفت حقيقة المليونيرات المنتفعين بخير البلد، وفى وقت الشدة يبخلون على الوطن، كما كشفت العملية الإرهابية الآثمة التى راح ضحيتها عشرات الأبرياء من مرضى السرطان وعائلاتهم عن المعدن الأصيل لبعض المصريين فى الغربة، الذين لا ينسون وطنهم فى مثل هذه الظروف العصيبة، والحال نفسه لبعض القادة والزعماء العرب الذين يعتبرون مصر وطنهم الثانى، يحزنون لحزنها، ويفرحون لفرحها، ويتقدمون الصفوف، ويتصدرون القوائم مشاركة وتبرعاً وتعاطفاً، قولاً وفعلاً.

* وإن كانت الدولة المصرية تحركت بسرعة شديدة لترميم المبنى وإعادته لسابق عهده، دون انتظار لأى روتين، ونجحت فى توزيع المرضى من الأطفال والنساء والرجال على المستشفيات المتخصصة، إلا أن المأساة كشفت حقيقة أخرى تتعلق ببطء تفاعل المجتمع المدنى مع مثل هذه الكوارث، فالواقع يؤكد أن هناك المئات من الجمعيات الخيرية والأهلية والمتخصصة فى العمل الصحى والاجتماعى والإنسانى، إلا أنها لم تتحرك بالسرعة المنشودة، ولا بالطريقة السليمة، رغم أن الموقف يتطلب تدخلها مادياً ومعنوياً ونفسياً.

* وهو لم يحدث إلا من جمعية الأورمان التى تبرعت بعشرة ملايين جنيه، والحال ينطبق أيضاً على البنوك الوطنية العامة والخاصة والاستثمارية، إلا بنك ناصر الاجتماعى الذى كعادته يكون حاضراً فى مثل هذه المواقف التى تحتاج إلى تدخل عاجل وسريع، حيث تبرع البنك بخمسة ملايين جنيه.. ولكن أين بقية البنوك.

* أما الذى لم أجد له تفسيراً، فهو ضآلة حجم التبرعات من رجال الأعمال الذين انتفخت جيوبهم وتضخمت حساباتهم بسواعد الشعب المصرى، وخيرات أرض مصر.

فكل هؤلاء الذين يمتصون رحيق العسل والشهد، ثم يلسعون كالنحل، لم يصل حجم تبرعاتهم مجتمعة إلى نصف ما تبرع به ابن مصر البار اللاعب الدولى محمد صلاح الذى تبرع بثلاثة ملايين دولار (51 مليون جنيه مصرى) وهو رقم يليق به، بل يزيد على ما تبرع به ابن زايد الخير الأمير محمد ولى عهد أبوظبى (50 مليون جنيه مصرى)، تلاهما هشام طلعت مصطفى (10 ملايين جنيه)، ونجيب ساويرس مليون جنيه، ثم رجل أعمال آخر لم يذكر اسمه بمليون جنيه، فيما تبرع محمد أبوالعينين بكمية من السيراميك لم يحدد حجمها وقيمتها، وجميعها تبرعات لا تليق بمصر، ولا ترتقى إلى مستوى الحدث الإنسانى الذى هز العالم.

* إن ضآلة حجم التبرعات لإعادة تجديد معهد الأورام الذى ضربته يد الإرهاب، لا تعكس المستوى الحقيقى لمليونيرات مصر، وتتناقض تماماً مع ما تؤكده لغة الأرقام والإحصاءات الرسمية من أن بمصر عشرة أشخاص تزيد ثروتهم على 390 مليار جنيه، موزعين على ثلاث أو أربع عائلات، وهى ساويرس ومنصور وشفيق وصاروفيم، وينتشر حولهم مئات المليونيرات الأقل حجماً فى رأس المال، اضافة إلى عشرات الحيتان والقطط السمان.. فأين هؤلاء مما حدث فى بيت «السرطان».

* وما دمنا ذكرنا الأرقام، سنجد أن ثروة عائلة ساويرس وحدها تبلغ 207 مليارات جنيه، يتصدرها ناصف ساويرس بثروة تصل إلى 98.5 مليار جنيه، ونجيب ساويرس (70.4 مليار جنيه)، وأنسى ساويرس (21.12 مليار جنيه) وسميح ساويرس (17.6 مليار جنيه).

* وتنافسها عائلة منصور بإجمالى ثروة يتجاوز الـ 98 مليار جنيه، ويتربع على عرشها محمد لطفى منصور وزير النقل السابق بثروة تقدر بنحو 47.52 مليار جنيه، ثم يليه فى العائلة ياسين منصور (31.6 مليار جنيه)، ثم يوسف منصور (19.3 مليار * ولدينا أيضاً فايز صاروفيم رجل جنيه).

الأعمال المصرى المقيم فى أمريكا وثروته تتجاوز الـ35 مليار جنيه، ومعه رجل الأعمال محمد الفايد الذى يمتلك 31 مليار جنيه، وأخيراً رجل الأعمال المعروف محمد شفيق جبر بثروة تقدر بنحو 15 مليار جنيه، وغيرهم يوجد كما قلت العشرات والمئات الذين يكتنزون الذهب و«الألماس والدولارات» ولا نرى لهم تحركاً ملموساً فى الكثير من المآسى التى يتعرض لها الشعب المصرى، وإن حدث فهو لا يليق بهم ولا بالدور والمسئولية الاجتماعية التى تحتم عليهم أن يكونوا أكثر تفاعلاً.

* عموماً.. أنا لا أحسد ولا أستكثر على أحد رزقه، ولكن من حق الوطن علينا جميعاً وخاصة أغنى الأثرياء منا، أن يبادروا لإغاثة مرضى السرطان، ولعل هذا الحادث الأليم يكون البداية لتحرك أكبر من كل رجال أعمال مصر لإنقاذ أطفال البلد الفقراء من هذا القاتل الصامت.

[email protected]