باختصار
بعد تصريحات وزيرة الصحة فى بورسعيد عن الممرضات والصيادلة وما أحدثته من جدل وشد وجذب بين عدد من النقابات وجب علينا أن نتجاوزه.. المنظومة الصحية منظومة واحدة لا بد أن تعمل فى تناغم من أجل هدف واحد وهو المريض الذى يسلم نفسه وتكون روحه بيد خالقها ومن سخرهم ربهم لخدمته وإنقاذه.. احساس أى طرف أنه أفضل من الآخر أنانية لا تخدم المنظومة وتضر بالمريض.. صحيح أن حديث وزيرة الصحة لعدد من أطقم التمريض والصيادلة كان له ما كان.. بيانات نارية من نقابة التمريض ولهم كل الحق فى الدفاع عن أعضاء نقاباتهم.. فى المقابل بوستات وتغريدات من الصيادلة بعضها فى الاطار الصحيح والبعض الآخر فى الاتجاه المعاكس.. ما فى نفوس الصيادلة فيما بينهم من خلاف مازال عالقا فى النفوس.. صمت وزيرة الصحة وعدم اعتذارها وجد مجالا لهشتاج هنا وبيانات هناك.. فرغم أن الاعتذار من شيم الكبار، وصفة من صفات الأقوياء دون الضعفاء، وجاء الاعتذار على لسان الأنبياء قبل البشر، بدءاً باعتذار سيدنا آدم الذى اعترف بذنبه حين أكل من الشجرة المحرمة، مروراً باعتذار سيدنا موسى على قتل الرجل الذى وكزه بعصاه، وانتهاء بسيد الأنبياء محمد «صلى الله عليه وسلم» حين اعتذر عن ظنه فيما يتعلق بتلقيح النخل.. إلا أن الوزيرة لم تفعلها.. إقالة أو استقالة الوزيرة لا تجعلوها شغلكم الشاغل.. أصحاب القرار لديهم من الحسابات والرؤى ما يبرره بعيدا عن غضب فئة هنا أوهناك.. رسائلكم وصلت.. الآن علينا أن نوحد صفوفنا والا ننشغل الا بما هو مفيد للمريض وللمنظومة الصحية.. أنتم جميعا اعضاء فى المنظومة الصحية سواء كنت طبيبا بشريا أو طبيب أسنان.. ممرضا أو فنيا.. اخصائى علاج طبيعى أو صيدليا أو فزيائيا.. دور كل منكم على العين والرأس.. لا تلتفتوا إلى ما يشغلكم عن رسالتكم السامية.. وجود قائد للفريق الطبى لا يقلل من دور أحد منكم.. "إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم".. حديت شريف.. كل منكم جزء من قافلة تمشى نحو الهدف.. وزيرة الصحة عليها أن تعلم أنها وزيرة لكل أفراد المنظومة الصحية ومسئولة عن صحة المصريين.. خدمة طبية لائقة ونجاح منظومة التأمين الصحى أمل الجميع.. قيادة سياسية وشعبا.. شعب له الحق فى ايجاد مستشفى أو وحدة صحية مجهزة تستقبله.. وطبيب متدرب يتابع حالته.. له الحق فى صيدلى مختص فى علم الأدوية يقرر له جرعته ويصرف دواءه.. له الحق فى ايجاد ممرضه بجواره ترعى حالته.. له الحق فى ايجاد فنى لخدمته.. له الحق فى دواء متوفر لحالته.. اجعلوا كل هذا هدفكم.. علينا أن نتجاوز خلافاتنا ونضعها تحت أقدامنا لنقف عليها وننظر إلى هدفنا السامى من أجل مريض ابتلاه الله وفى حاجة لمن ينقذه .. حقنا عليكم ان نجد خدمة طبية تحفظ كرامتنا وتلبى حاجاتنا.. نجاح منظومة التأمين الصحى هدفنا وهذا دوركم فلا تخذلونا.. كونوا يدا واحدة.. اجتماع السواعد يبنى الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن.. وكل عام وأنتم بخير.