رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أؤمن إيماناً راسخاً بأن رب الناس لا ينسي الناس، وأؤمن أيضاً أن صفاء النفس نعمة، وخشوع القلب رحمة، وأن الستر غاية وفضل كبير، وأعلم أن من يفعل الخير يرتد له أضعافاً مضاعفة، وأعرف  أن أروع ما في الوجود أن تناجي رب الوجود، وأن تشكو لله ما بك، وأن تخلع رداء الدنيا وترتدي لباس التقوي والقرب من الله، لن تجد أقرب من الله لك، ولن تجد أحن منه عليك فلا مفر من الله إلا لله.

وها نحن أمام شهر كله خير وبركة، شهر لا يجوع فيه أحد لأن رب الصائم كفيل أن يطعمه، شهر رمضان شهر الخير والتقرب والمناجاة والرحمة والمغفرة والخشوع والتضرع إلي الله، كل شئ حولنا يتغير في هذا الشهر الكريم، تتحول الشوارع والطرقات والحواري والأزقة إلي أيقونات للبهجة والفرح، ونسير جميعاً علي خطي واحدة، وتنتظم الحياة فينا في  أسلوب واحد ممتثلين له جميعاً دون ضغوط القانون أو تحت وطأة الخوف من الغرامات.

الجميع يمتثل لأسلوب حياة واحد لأن الذي فرض ذلك هو الله، فتستقيم الحياة ونتنعم بروحانيات شهر طيب نحن في أشد الحاجة إليه، لصفاء النفس والروح والعقل بعيداً عن ضغوط الدنيا.

وبمناسبة هذا الشهر الكريم أروي لكم قصة طفلة ذهبت إلي «الحضانة» وطلبت منها المدرسة أن تطلب من والديها أي مساعدة للفقراء لتعلم الأطفال حب الخير وتزرع في نفوسهم مساعدة الفقير، وهذا شىء حميد من وجهة نظري علي الأقل، فذهبت الطفلة إلي أمها وقالت لها ببراءة الأطفال إن المدرسة قد طلبت منها أكياس طعام، فقالت الأم ماذا تريدين وأنا سأحضره لك، فطلبت الطفلة كيس مكرونة وأرز وسكر، ثم قالت لأمها و«جيلي» مش الفقرا يا ماما بياكلوا جيلي؟..

لا أدري لماذا سألت هذه الطفلة هذا السؤال ولم تسأله عندما طلبت كيس المكرونة؟ في الحقيقة الإجابة عن سؤالي ليست مهمة المهم الإجابة عن سؤال الطفلة، هل الفقراء يأكلون «الجيلي»؟

الإجابة بالطبع لا، الفقراء لا يأكلون الجيلي؟ ولا يأكلون اللحمة وإن أكلوها سيكون عن طريق الخطأ أو الصدفة، وإما أن تكون هذه اللحوم من مزرعة الحمير الأخيرة التي أكل منها عدد كبير من المصريين، فالفقراء لا يأكلون إلا ما توفره لهم الظروف وما تبقي لهم من مال بعد سداد ديونهم.

ولأن الفقراء هم أكثر الناس احتياجاً بحسب مستوي ما وصل إليه الفقير علي مؤشر فقره فهم أكثر الناس الأولي بالرعاية خاصة في الشهر الكريم، من يستطيع أن يطعم فقيراً فاليطعمه، لا يكتفي بإفطاره فقط لأن هذا الفقير يحتاج أيضاً لوجبة السحور، فلا نتذاكي فنفطر الصائم لنأخذ أجره ونترك الفقير لا يجد وجبة سحور تعينه علي الصيام.

ولأن الناس في هذا الشهر الكريم تحاول بقدر الإمكان أن تصفي النفس والروح أرجو من الحكومة أن توفر لهم ما يساعدهم علي ذلك، فموظف الحكومة يجب أن  يساعد الناس وأن يقضي لهم مصالحهم بعيداً عن أسلوب موظفي الحكومة الذي نعرفه، فأرجو ألا تتحول مصالح الحكومة إلي كابوس للناس في نهار رمضان في هذا الشهر تحديداً وأتمني طبعاً بقية العام.

وأرجو في هذا الشهر الكريم ألا أسمع أخبار القتل والسرقة وما شابه من أخبار الجرائم التي بات وجودها في حياتنا مثل المياه التي نشربها -  ملوثة – وموجودة يومياً ولا يمكن أن يمر يوم دون أن نشرب منها.

كل عام وأنتم جميعاً بخير ومصر كلها كذلك إن شاء الله.. رمضان كريم.

[email protected] .com