رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وهو أحلى الأوطان بعد مصر، إذ عشتُ فيه مع أولادى عشر سنوات ولم أشعر يومًا فيه بالغربة عن مسقط رأسى طالما كان هذا الرأس يعى عند رأس النيلين الأبيض والأزرق بالعاصمة السودانية أن مياههما سوف تجرى إلى مسقط رأسى بالإسكندرية والمنصورة التى غنينا لها مع زوجتى المنصورية (انا وحبيبى يا نيل نلنا أمانينا، مطرح ما يسرى الهوى ترسى مراسينا) ورحم الله ام كلثوم التى تغنت بها حبًا فى النيل، وأهله فى الشمال والجنوب.

ويشاء ربنا سبحانه وتعالى ان احصل على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى عام ١٩٦٣ وينتظرنا السودان مدرسًا للقانون بفرع جامعة القاهرة بالعاصمة السودانية نعيش فيها وطنًا ثانيًا لمدة عشر سنوات سمان لا عجاف... أحببت فيها أهلى فى جنوب الوادى الذى كنا نهتف لهم فى المدرسة فى الأربعينيات (تعيش وحدة مصر والسودان... نيل واحد ووطن واحد وملك واحد) حتى إن آخر أبنائى الذى وُلد بالسودان كتبوه فى شهادة الميلاد، الجنسية سودانى.

يا حليلك يا سودان... أتتبع أخبارك كل يوم فيأتينى اهرام الاثنين الماضى بخبر سعيد يقول (مفاوضات جوبا تنجح فى غلق ملف الحركات المسلحة فى السودان) ويأتينى اهرام الثلاثاء الماضى بخبر هام (مصر تساند ارادة وخيارات الشعب السودانى الشقيق فى صياغة مستقبل بلاده) وعنوان (السودان يترقب اللمسات الاخيرة للإعلان الدستورى قبل الاجتماع الحاسم اليوم)، وينشر نفس العدد مقالًا هاما للأستاذ مكرم محمد احمد بعنوان (ماذا بعد فشل انقلاب الإخوان فى السودان؟) ويؤكد ذلك المصرى اليوم بعنوان رئيسى فى الصفحة الأولى (الرئيس يساند خيارات الشعب السودانى) وأنتظر للأربعاء لأطالع بعض مآسى السودان فى عنوان الأهرام (المظاهرات تعود للسودان بعد مقتل ٥ طلاب فى الأُبيض) وترتب على ذلك جريدة المصرى (تأجيل مفاوضات العسكرى وقوى التغيير بالسودان).

وهكذا أطالع يوميًا شاشة أخبار وطنى الثانى الذى أسعدتنى الأيام بمعايشة زعيمى وحدة مصر والسودان ومصافحة زعيم مصر مصطفى النحاس وزعيم السودان إسماعيل الأزهرى الذى كان يقابل المصريين بالأحضان ويلجأ الينا فى جامعة القاهرة بالخرطوم للفتوى القانونية والسياسية فى أهم شئون السودان وخاصة مسائل جنوب السودان وشئون أحزاب السودان فى الجمعية التأسيسية عام ١٩٦٥ ومفاوضات المائدة المستديرة بشأن مشكلة جنوب السودان، فقد كانت علاقات السودان ومصر والإحساس بوحدتها تجرى فى عروق المصريين والسودانيين وخاصة الذين عاشوا سنوات عديدة على ضفاف نهر النيل فى البلدين.