رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توقفت عند رقم من ضمن الأرقام العديدة التى تم طرحها ومناقشتها فى مؤتمر الشباب السابع الذى انتهى مؤخرا بالعاصمة الإدارية الجديدة برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وهو أن مصر تتخلص سنويا من 26 مليون طن قمامة.. وهو رقم كبير جدا ويحتاج نظرة متأنية لعدة اعتبارات منها أننا فى معركة دائمة منذ عقود طويلة مع القمامة التى يعتبر التخلص منها عنوانا عريضا للتقدم والرقي.. وهى معركة انتصرت فيها معظم الدول المتقدمة وللأسف لم نحقق فيها تقدما ملحوظا، ولذلك لم نتمكن من التقدم خطوات ملموسة للأمام.

وهى معركة تحتاج لتضافر كل الجهود وتتطلب المثابرة والمزيد من الوعى من المواطن الذى يتعامل معها بمنتهى الإهمال واللامبالاة، ولذلك يجد تأثيرها يرتد اليه بصور متعددة منها عدم وجود شوارع نظيفة.. وتراكم تلال القمامة فى الكثير من الأماكن فى مشهد مؤسف وغير حضارى بالمرة يجعل الأجيال الجديدة تتعود عليه كأنه أمر طبيعى فيما يسمى (الأمية البصرية).. وهى ظاهرة سلبية جدا تجعل من كثرة مشاهدة تلال القمامة وكأنها صورة معتادة ولا يتحرك لمقاومتها أو القضاء عليها.

كذلك تتسبب هذه الأطنان من القمامة التى أشار إليها الرئيس فى مهاجمة العديد من الأمراض للمواطنين، بما يعنى أننا نتراجع خطوات عديدة للوراء وتقلل من نتائج الجهود التى تبذلها الدولة فى محاربة عدد من الأمراض التى ظلت تؤرق الكثير من المصريين، وتستنزف أموالهم وتحد من طاقاتهم وقدراتهم على العمل والمشاركة الفعالة فى بناء الوطن.

ويجب أن تسير منظومة التخلص من القمامة ومبادرة ( شوارع نظيفة ).. جنبا الى جنب مع أى مبادرة يطلقها الرئيس تهتم بصحة المواطن المصرى مثل القضاء على فيروس «سى» أو أمراض العيون والكثير من الأمراض التى تنهش فى جسد المواطن المصرى والتفتت اليها الدولة واهتمت بها القيادة السياسية، ورصدت لها أموالا طائلة نظرا لأهمية مواجهتها والحد منها.

وفى الشهور الأخيرة سافر الى ألمانيا عدد من الوزراء الذين قاموا بزيارة عدد من المصانع العملاقة التى تقوم بعملية تدوير القمامة والمخلفات.. والمؤكد انهم دونوا العديد من الملاحظات المهمة فى هذا المجال التى يمكن أن نستفيد منها، ونبدأ بتطبيقها لاقتحام هذا المجال الذى فشلنا فيه فى كل محاولاتنا السابقة.. ويجب أن نتوقف وقفة جادة لحل هذه المعضلة، وان ننتصر فى معركة القمامة التى ستكون مفتاح تفوقنا وعنوان تقدمنا، لأن الأمر لا يتعلق بوجود مصانع لتدوير المخلفات مثل التى رآها الوزراء فى ألمانيا، إنما يتعلق بسلوك المواطن فى طريقة التخلص من القمامة وفصل المخلفات كما يحدث فى مختلف دول العالم، لتسهيل عملية الفرز والانتقاء ولتحقيق أعلى استفادة اقتصادية منها.. علاوة على نظافة الشوارع التى نحلم بها جميعا، ونتمنى أن نفتخر بها أمام العالم كله.

 

[email protected]