رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

20 عاما مرت على توليه حكم بلاده خلفا لابيه.. عقدان من الزمن شهدت البلاد طفرات فى كل مناحى الحياة.. وشهدت تطورا كبيرا فى اقتصادها، اقصد هنا الملك محمد السادس ملك المغرب الذى احتفلت بلاده بالعيد العشرينى للجلوس على العرش خلفا لأبيه الملك الحسن الثاني.

الملك محمد السادس تولى الحكم فى ظروف سياسية صعبة فى  بلاده  وفى وقت كان الملك الاب يقود تحولا سياسيا  كبيرا  من دولة ذات صوت واحد الى دولة تعددية  وشهدت المغرب الانتخابات النزيهة وصعد الى الحكومة مناضل حقوقى كبير  وهو عبدالرحمن اليوسفى وقاد مع الملك الاب هذه الفترة الصعبة.

وجاء الملك محمد السادس ليكمل المسيرة  الديمقراطية فى ظل ظروف اقتصادية صعبة كانت تشهدها البلاد اسوة بباقى بلاد  الشمال الافريقى  وقد زرت المغرب مرات عديدة فى ايام حكم  الملك الحسن الثاني وفى ايام حكم الملك محمد السادس  وكل مرة اذهب فيها الى هناك اجد ان تغييرا كبيرا يحدث  على جميع المسارات مع الحفاظ على المسار الديمقراطى وحماية الحريات العامة  للناس، فحرية الرأى والتعبير فى المغرب فى قمتها الآن وتمارس على جميع المستويات  حتى الملفات التى كانت محظورة قبل الملك محمد السادس أصبحت متاحة للنقاش العام.

وقاد الملك محمد السادس  نموذجا عربيا للعدالة الانتقالية  وأنشأ فور توليه الحكم تشكيل «هيئة الإنصاف والمصالحة»؛ لتعويض المواطنين المتضررين والمناطق التى تعرضت للتهميش، كما تم طرح ملف المختفين قسريا  وتم الافراج عن عدد كبير من السجناء السياسيين  ويعد نموذج  العدالة الانتقالية فى المغرب  مدرسة لكل من يريد  تطبيق العدالة الانتقالية واصبح مثل نموذجى جنوب افريقيا وشيلى  يحتذي  بهما ووضعا قواعد عمل لجان الحقيقة والانصاف وهما اساس  العدالة الانتقالية.

اما  على المستوى الاقتصادى، فقد قاد الملك عملية اصلاح اقتصادى منذ توليه الحكم ومازالت مستمرة ولكن نتائجها ظهرت مع مجموعة من المشاريع الكبرى وانخفاض نسبة الفقر فى البلاد التى كانت مرتفعة وسوف تظل محطة «نور» لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فى مدينة «ورزازات»، واحدة  من أكبر محطات الطاقة الشمسية فى العالم وهى النموذج الذى احتذت به دول الجوار لإنشاء مثلها  فكانت المغرب سباقة فى البحث عن بدائل لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة.

وهى نفس المدينة التى تعد مدينة السينما فى العالم العربى  وفيها يتم تصوير عشرات الافلام والمسلسلات العالمية وتتيح اداراتها  تسهيلات  كبيرة  امام المنتجين، كما اصبحت ملاذا لكل المبدعين والمنتجين الهاربين من الرقابة على الاعمال الفنية وعلى الاحتكارات الفنية فى بلدانهم، كما أصبحت مصدرا للدخل الوطنى وتتراوح المبالغ التى تدخل المغرب منها ما بين 200 و 300 مليون دولار سنوياً بجانب توفير فرص عمل للآلاف من شباب هذه الدولة.

ففى العشرين عاما الماضية اطلق الملك محمد السادس حرية العمل للأحزاب السياسية وجعلها تتنافس فى انتخابات نزيهة  ورغم صعودها بالأحزاب الدينية للحكم الا ان وجوده كان صمام امان لعدم استغلال هذه الاحزاب صناديق الانتخابات وسيلة للصعود الى الحكم ثم الانقلاب عليها مثلما حدث فى فلسطين والجزائر ومصر وتركيا  فوجوده جعل المغرب دولة مدنية بامتياز وتصدى لكل محاولات جر البلاد الى الخلف.

فالمملكة المغربية  والشعب المغربى احتفل  هذا العام بمرور 20 عاما على تولى الملك محمد السادس بصورة مختلفة فالملك محمد السادس يعد رمزا لجيلنا فقد تولى الحكم شابا وانحاز الى شعبه وإلى ارادته رغم صلاحياته الدستورية وحمى الديمقراطية والحريات المدنية والسياسية التى هى اساس تقدم الدول  اقتصاديا ونتمنى ان يأتى العام القادم وان تكون وحدة التراب الوطنى  واقعا ملموسا وتعود سبته ومليلة الى حضن المغرب والوطن العربى الكبير، وان يستمر الانفتاح  الذى تشهده المغرب الآن.