رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

يرفرف قلبى من الفرح والسعادة «وناصر رشوان» الشاعر والإعلامى المرموق فى إذاعة الأغانى، يبدأ فقرته الإذاعية فى الصباح الباكر،بتوجيه التحية لكل مستمعى إذاعة الأغانى فى مصر وفى» الوطن العربى الحبيب «.الله ،ما أجمل  وقع تلك البداية  وأشجاها ،لأنها  تجمعنى مع السورى والعراقى والمغربى والسعودى ،وكل الأشقاء والأحبة فى كل قطر عربى ، لنستمع فى نفس الوقت، لنفس المطرب ونفس الكلمات، وكل منا فى مكانه. لم يكن ذلك فقط هو مبعث فرحى وربما شجنى، لكنه الحنين كذلك إلى «الوطن العربى الحبيب» الذى لا ينسى أبدا «ناصر رشوان» أن يخاطبه  ويناجيه، تماما كما سبق أن ناداه قبل أكثر من خمسة عقود، الشاعر السورى «سليمان العيسى» من المحيط الهادر، إلى الخليج الثائر، لبيك عبدالناصر، إلى تخوم الوحدة الكبرى، إلى الغد، لبيك كل بقعة من وطنى المهدد، لبيك.. أقوى من طغاة الأرض، زندى ويدى،...».

لكن عجزنا عن  تحقيق ذلك لا يمنعنا من الحلم به ومن أن نقول مع شعر ناصر رشوان «شوية كلام ما بيتقالوش، شوية دموع ما بينزلوش، شوية هموم ساكنين، ورغم كده لسانا قادرين، نرسم ضحكنا على الوشوش».

تابعت إذاعة الأغانى منذ بدء بثها على مدار عشر ساعات يوميا  قبل 19 عاما، وحتى غدت تبث إرسالها على مدار 24ساعة متواصلة، وبت فيما بعد أضبط مؤشر الراديو فى سيارتى وفى بيتى على موجاتها. أصبحت  تلك الإذاعة جزءا حميما  مبهجا من طقسى اليومى. وكلما كان الوقت متاحا وميسرا، أستمع نصف ساعة إلى فيروز فى التاسعة صباحا ومحمد عبدالوهاب فى الواحدة ظهرا وفريد الأطرش  فى الخامسة مساء ، وعبدالحليم حافظ فى السابعة مساء، ومحمد فوزى فى التاسعة مساء، وأم كلثوم فى الثالثة عصرا والحادية عشرة مساء، بالإضافة لسلة متنوعة من المطربين العرب  .ولعب  برنامج الموسيقار عمار الشريعى «غواص فى بحر النغم» الذى يذاع فى التاسعة والنصف  مساء الجمعة من كل أسبوع، دورا بارزا فى الارتقاء بالذائقة الفنية لمحبى الموسيقى والغناء، فالبرنامج يعد بحق موسوعة علمية بالغة الثراء وبارعة الجمال لتذوق فنون الموسيقى والغناء وتحليل أبعدها وتسليط الضوء على مواطن الجمال فيها.

يمتلك الشريعى قدرات هائلة على الشرح والتحليل، وأمدته موهبته فضلا عن علمه وثقافته، بأساليب ساحرة تتسم بالسلاسة فى توضيح التناسق بين النغمات والكلمات، ولفت الانتباه لجماليات المقامات الموسيقية والفروق فيما بينها، بحيث يجد المستمع غير المتخصص الذى يعرف الأغنية وربما يحفظ كلماتها، أن تذوقه لنفس الأغنية بعد تحليل الشريعى لعناصرها الجمالية قد اختلف كثيرا، عما عهده قبله، وأنه أصبح يستطيع استنادا إلى  ما تعلمه من الشريعى، أن يتلمس بنفسه عناصر الفتنة والجمال فيما يسمعه من غناء او موسيقى.

نجحت الإذاعة فى  مدنا  بعوامل التواصل مع جانب حى من تاريخ أوطاننا الفنى والثقافى، يثبت كم نحن أمة  مبدعة محبة للبهجة والفنون والحياة، على عكس ما يروج تجار الأديان، وأن الموسيقى والغناء الفردى والجماعى، كانتا إحدى أذرع تمدنها وحضارتها  التى أضاءت  بنورها حضارات العالم، وبدت معالمها منقوشة على جدران المعابد الفرعونية والمنحوتات السومرية، وقيل إن العالم الطبيب «ابن سينا» قد استخدم الموسيقى فى العلاج النفسى فى القرن العاشر الميلادى. فإذاعة الأغانى توصل بيننا وبين شعوب «الوطن العربى الحبيب» كما يحب  أن يقول ناصر رشوان، برغم الحروب التى تفرق بيننا، والسياسات التى تكرس تلك الفرقة، لكن عوامل الجغرافيا والتاريخ تقضى بحتمية ألا تدوم. فتحية محبة واحترام وامتنان لكل العاملين بإذاعة الأغانى «أصل الطرب».