رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الجزء الأول من هذا المقال استعرضنا بؤر التوتر فى السودان وليبيا وننتقل اليوم إلى الجزائر وربما هى أقل البؤر سخونة لكنها ما زالت تعانى وضعا أقرب للفراغ الدستورى بعد استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قبل أيام من انتهاء ولايته أو عهدته الرابعة وقرر عدم الاستمرار لولاية خامسة تحت ضغط الحراك الشعبى الذى بدأ فى فبراير الماضى، وعقدة الأزمة الجزائرية عدم الثقة فى الساسة والأشخاص الذين كانوا فى يوم ما من أعوان بوتفليقة، إذن هو ليس صراعا على السلطة من جانب طرفين كما هو فى السودان إنما هو صراع من أجل تطهير من هم فى السلطة من جانب الشعب الجزائرى ومحاولة لجوء الساسة ومعهم الجيش بقيادة الجنرال قايد صالح لحل الأزمة وفقا للدستور، وهو الأمر الذى يلقى رفضا من الشارع الجزائرى الذى يرى فى الوجوه التى على المسرح السياسى أنها امتداد للنظام السابق رغم تحويل بعض المسئولين السابقين للقضاء على رأسهم أحمد أويحيى رئيس الوزراء الاسبق.

وفى اعتقادى أن حل الأزمة السياسية فى الجزائر يمكن أن يتم بالتوافق بين الشعب الجزائرى والقوات المسلحة والقوى السياسية على اختيار وجه جديد يتم اختياره من القوى المدنية يعبر بالبلاد فراغه الدستورى ويدعو إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد فترة زمنية قصيرة مع استمرار محاكمة رموز النظام السابق ولا شك أن مثل هذه الخطوة إذا وافق عليها الحراك الشعبى سينهى الأزمة ويحافظ على وحدة الجزائر واستقراره!

أما الأزمة السورية تعد واحدة من أعقد الأزمات العربية الراهنة ونرى أن أحد أسباب تعقيد المشكلة وجود إسرائيل على مقربة من المشهد السورى بالإضافة إلى تدويل الأزمة بشكل يجعل الإقليم السورى منطقة مقسمة إلى مناطق نفوذ بين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وإيران.

وكم طرحت أفكارا فى بداية أحداث سوريا تناشد نظام بشار الأسد ومعارضيه إلى احتواء الخلاف والاحتكام إلى العقل من أجل الحفاظ على وحدة واستقرار بلادهم والتوصل إلى تسوية سياسية.

لكن لم ينصت أى طرف سورى إلى صوت العقل واتسع نطاق الصراع وتسللت إلى الأراضى السورية تنظيمات إرهابية فى مقدمتها داعش وانفرطت حبات العقد السورى وأصبح من الصعب وقف نزيف الدم فى سوريا، وتدخلت أطراف دولية وإقليمية فى النزاع لنصل إلى مرحلة من تعقيد الأزمة ما يجعلنا نحمل العالم المتحضر مسئولية إنقاذ الشعب السورى ضحية الأطماع الإقليمية الدولية والصراعات السياسية من أزمته التى تدور فى حلقة مفرغة!

ونصل إلى مشكلة الأوضاع فى اليمن فما زالت جماعة الحوثى ترفض التسوية السياسية والاعتراف بالحكومة الشرعية وما زالت إيران تؤجج الأزمة وتزيدها تعقيدا بالوقوف إلى جانب الحوثيين، وأعتقد أن انسجاب قوات الامارات العربية المتحدة من اليمن يشكل خطوة إيجابية تمت بعد التنسيق مع السعودية لتهدئة الأوضاع ووقف حدة التصعيد، الأمر الذى نتج عنه إعادة الجهود الدولية لحلحلة الأزمة اليمنية وحث الطرفين المتنازعين على اللجوء للحل السياسى ووقف إراقة الدماء فى هذا البلد.

وتبقى القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل مشكلة العرب جميعا رغم محاولات تصفية القضية تحت مزاعم ما يسمى صفقة القرن التى وضعت معالمها قبل أن تصل إلى مآربها !