رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

دائمًا أسمع جملة سنة الحياة! ولا أعلم من الذى سنّ هذه العادات والتقاليد حتى تصبح عُرفًا ومن ثمّ سنة ! عندما يعجز الإنسان عن فهم بعض الأمور، يقول هذه سنة الحياة! مما جعلنى أفكر ما معنى سُنة الحياة؟! فما أعلمه أن الله هو المُشرع للأحكام والقواعد والقوانين ونحن مُلزمون بها ما عدا ذلك فهو عُرف وعادات وتقاليد توارثناها جيلًا بعد جيل بلا دراية أو فكر! فالمقصود بسنة الحياة أى سنة الله فى الحياة، فالله تعالى قال:«سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»،فالله عندما سَنَ قواعد أو أحكامًا أو قوانين يعلم أن النفس البشرية قادرة على تحملها ، بل حتى عندما خاطب الله سبحانه وتعالى الناس لم يُخاطبهم على درجة واحدة بل تارة يُخاطب الناس وتارة أخرى المؤمنين وتارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لأن الله يعلم جيدا كل نفس وما تستطيع تحمُله، فإذا سألت أحدًا لِمَ تتزوج وتُنجب يقول لك هذه سنة الحياة! ولو عَلِمَ كل منّا حكمة الله فى الكون وحكمة وجودنا وحكمة كل شرع شرعه لنا، لارتاح ! اما الإجابة السلبية وهى سنة الحياة هى سبب أغلبية المشاكل التى نعيشها وسبب الضيق والاكتئاب الذى وصل له البعض! فالبعض يُصاب بالحيرة من عدم إيجاد إجابة للعديد من الأسئلة التى عادة تبدأ ب «ليه» ، وهو ما يجعل البعض يُنفذ شرع الله بلا فهم ! ولو أخذت مثالًا على شرع الله الذى شرّعه وحلله وهو «الزواج»، وسأل كل واحد نفسه لِمَ تزوج سيجيب حتمًا:شرع الله ، ولكن ما الحكمة من شرع الله فى الزواج سيجيب أحدهم للإنجاب وتعمير الأرض والمحافظة على البشرية من الانقراض، ولكن التعمير يكون بداية من مراعاة الله فى شريك الحياة اى أن يُحسن الشخص الاختيار ويراعى الله فى هذا الشريك، وأن يعمل على تربية الأبناء تربية صالحة، وليس كما يحدث اليوم البعض لا يتعامل مع الزواج كما أمرنا الله ووصفه بالميثاق الغليظ، وايضًا يُنجب البعض ولا يقوم بالتعمير الصالح بل يتسبب فى نشأة أجيال مُعقدة ومريضة نفسيًا ، البعض يُنجب ويُهمل أبناءه ولا يُراعيهم ، بل يتعمد بعض الآباء مُضايقة الأبناء متخذين تلك الآية «فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا» ذريعة لتعطيهم الحق فى فعل ما يريدونه مع أبنائهم ونسوا أن أولادهم ليسوا فقط أبناءهم ولكنهم أبناء الحياة ، نسوا أنه كما أن هناك عقوقًا للآباء ، هناك ايضًا عقوق للآبناء ، بل نحن تعودنا الفهم الخاطيء للدين اى فهم الدين بالأهواء اى ما تستهويه الأنفس وما تهوى الصدور، ولو تمعنا فى أمور الدين وأحكامه لعاش كل منّا فى راحة أبدية ، فنحن نأخذ جزءًا من آية ونترك الجزء الآخر الذى تُكمن فيها معنى الآية الحقيقى ، فالله أعلم ما فى نفوس الأبناء ، فبعض الأبناء في ظاهر الأمر عاقون لآبائهم أما من الباطن فهم أكثر برًا لآبائهم، لذا قال الله سبحانه وتعالى «رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا» .

E-MAIL: [email protected]