رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اصتدمت كوادر جماعة «الاخوان المسلمين» بالسلطة والمجتمع فى مصر من عصر فؤاد الأول وحتى اليوم.. اغتالت الجماعة بعض من اختلف معها، واغتيل مؤسس الجماعة وأول مرشد لها الشيخ حسن البنا مساء السبت 12 فبراير 1949 ردا على اغتيال الجماعة لرئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى يوم 28 ديسمبر 1948.. تاريخ الجماعة تفوح من صفحاته رائحة الدم والكراهية، لأن هذه الجماعة باختصار ليست أفرادا بقدر ما هى فكرة خبيثة تبدو أحيانا ناعمة الملمس كجلد الأفعى وتحمل فى طياتها قساوة الجاهلية وبداوتها.. فى المجتمعات الناشئة التى لم تتذوق يوما طعم الحرية ولذة الوفرة تجد الأفكار الشاذة تربة خصبة للازدهار.. وفى مجتمعات الفقر والقهر يصبح الدين وعدا أكثر منه عقيدة للتغيير والمساواة والعدالة.. فلسفة الجماعة من البنا الى بديع استغلال الدين فى تفصيل أفكار خادعة على مقاس الفقر والفقراء.. الأفكار بمرور الوقت تحولها الجماعة لدى البعض الى دروع مفخخة جاهزة للتفجير.. ملاحقة كتائب الاخوان المفخخة حق للدولة المصرية الآن، كما كان حقا لها طوال ما يقرب من قرن.. السؤال الوجودى الآن: كيف نؤسس لحياة جديدة لا تفتح مسامها بسهولة  للأفكار الملغمة بالكراهية والتخلف، ولا يقدر على اصطياد أفرادها هواة اللعب بالأديان والآلهة والرسل؟ ربما يكون التخلص من الاخوان ككوادر مؤثرة أمرا ممكنا جدا مهما كانت كلفته، ولكن قتل الأفكار غير ممكن تاريخيا الا بوسيلة واحدة وهى خلق نقيض لها قادر على ملء الفراغ، يزيحها ويفرض نفسه بقوة التفكير وليس برمح التكفير.. الحرية هى نقيض الفكرة الاخوانية القائمة على عبودية الاتباع.. الكرامة الانسانية هى نقيض الفكرة الاخوانية القائمة على استذلال المحتاجين للوعد.. الفكر العلمى هو نقيض الفكرة الاخوانية القائمة على تغييب الوعى لصالح خرافة المؤجل من الوعد.. الاعلاء من قيمة المواطنة نقيض للفكرة الاخوانية التى تحتقر فضاء الوطن لصالح مرشد وجماعة.. الواقع الحى يقول إننا نحارب أشخاصا وليس أفكارا.. لكى نحارب أفكارا جاهلية فالأمر يحتاج الى عمل مؤسسى تربط خيوطه بين التعليم والاعلام والفنون ومراكز البحوث والقانون والخطاب السياسى الجديد الذى يستغنى عن مغازلة مؤسسات الدين باحترام حرية التدين واعتبارها شأنا فرديا شخصيا لا قبل له بدستور أو قانون أو مؤسسات وجماعات دينية تتبنى عقيدة الاخوان تحت يافطات أخرى خادعة ومضللة.. سبب استمرار صدام الاخوان مع سلطات متعاقبة فى مصر أن المواجهة كانت بين فكرة خبيثة ويد ثقيلة، والفكرة أطول عمرا الا اذا قضت عليها وغيبتها فكرة جديدة.

عندما سئل عمر التلمساني المرشد الثالث عن السيفين فى شعار الجماعة قال إن البنا اختاره ليواجه به الاستعمار الإنجليزي، وبعد الجلاء 1954 سئل ما جدوى بقاء الشعار  وليس هناك من يحتلنا؟ فقال: ولكن اليهود يحتلون فلسطين، ليعلم خصوم الإخوان أن الدين عندنا هو القتل والقتال. حسن البنا أنشأ التنظيم السرى الذى ارتكب الكثير من الاغتيالات وفقا لما ورد فى مذكرات قادة الجهاز الخاص - أحمد عادل كمال ومحمود الصباغ - حيث ورد فى مذكراتهما «إن قتل أعداء الله هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه ويقتله».

فى محاضرة ألقاها مصطفى مشهور المرشد الخامس للجماعة، قال فيها «إن لفظ الإرهاب هو من ألفاظ القرآن الكريم، وهو عقيدة إسلامية خالصة، ليس هو فقط، ولكن أيضاً لفظ الرعب، فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألا ننهزم نفسياً من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون» واستدل مشهور على كلامة بآيات قرآنية أخرجها من سياقها «ترهبون به عدو الله وعدوكم» وقوله أيضا «سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب» ومن مساخر الاخوان أن مرشدهم الخامس مصطفى مشهور أخذ يشرح فلسفة الارهاب والرعب قائلا: (يجب أن تعلموا أن هذا العلم هو علم الخواص، ونحن من الخواص، ولا يجب أن نصدح به أمام العامة حتى لا يجفلوا من جماعتنا، فنحن فى فترة تشبه فترة وجود الرسول  في مكة، حيث كان آنذاك سلمياً لا يقاتل، ولكن بعد أن أقام دولته قاتلهم). هذه الأفكار الشاذة هى جزء من فلسفة الفكرة المؤسسة للإخوان منذ قرابة القرن وحتى يومنا هذا – ولكى تحسم المعركة لصالح الحداثة والدولة المدنية الخالصة والمجتمع المعاصر فلا سبيل الا أن تكون المواجهة الكبرى بخلق الفكرة المناقضة التى تؤسس لمجتمع جديد يقبل على حياة جديدة داخل وطن للجميع وليس جماعة البنا أو عاكف أو بديع.