عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

فى نفس الوقت الذى زادت فيه شهرة اللاعب المتقى الساجد محمد صلاح «مو» فى انجلترا ثم اخترق حدود القارات وأصبح مشهورا عالميا.. فى هذا التوقيت انفجرت شهرة لعب تقى ورع ساجد - فى لعبة أخرى - منذ أسابيع تناول فيها مواقع التواصل الاجتماعى من اليابان إلى أمريكا الحديث عن بطل مصرى قديم جدا اسمه محمد رشوان.. هل تعرفه؟ هذه قصته..

كان «رشوان» يعتبر أسطورة مصرية وفخر العرب وحديث العالم كله فى يوم من الأيام، فى بدايته كان لاعب جودو متميزا، استطاع أن يكسب بطولات متعددة حتى كسب بطولة أفريقيا ووقتها نزل خبر من سطرين «إنه كسب البطولة»!!

وظل «رشوان» بعيدا عن مسامع وأعين المصريين حتى سنة 1984م، موعد أوليمبياد لوس أنجلوس، خلالها لعب «رشوان» مباراة بعد الأخرى وفاز فى كل مباراة باكتساح، وفوجئ الجميع أن ابن مصر سيلعب المباراة النهائية ومصر لأول مرة فى التاريخ فى طريقها إلى الفوز بميدالية أوليمبية، إما ذهبا أو فضة.

وبدأت الجرائد تكتب والإذاعات تتكلم والتليفزيون يهلل باسم البطل، وبسرعة البرق عرفه كل المصريين ونقلت المباراة النهائية على الهواء مباشرة وسهر الشعب المصرى والعربى يتابع ويدعو للبطل الإسكندرانى ليكسب الميدالية الذهبية، على الرغم من أن خصمه كان بطل أبطال العالم اليابانى الرهيب «ياماشتا».

<>

لكن.. ومع بداية المباراة لاحظ المتابعون شيئا غريبا جدا، «رشوان» كان فى الالتحام مع خصمه لا يضربه فى رجله!! وذلك عجيب فى لعبة الجودو.. فخسر كذا نقطة، وهنا سمع العالم كله صراخ مدرب «رشوان» وهو يقول له «اضربه فى رجله الشمال.. اضربه فى رجله الشمال.. وهات الذهب لمصر».

لكن كانت إجابة «رشوان» إنه رفض ولم يحاول حتى أن يحرز نقطة بهذه الطريقة وفازت اليابان بالذهبية وفازت مصر بالفضية.

<>

طبعنا نحن كجمهور كنا فى غاية الحزن على ضياع الذهب وغير مفهوم لنا لماذا «رشوان» لم يلعب بقوة وكان متراخيا ورفض تنفيذ تعليمات مدربه، وسرعان ما أقيم المؤتمر الصحفى ووقف صحفى أجنبى يسأل «محمد»: لماذا لم تنفذ تعليمات مدربك؟ فرد «رشوان» وصلتنى معلومة مؤكدة أن البطل اليابانى مصاب بقطع فى الرباط الداخلى للركبة اليسرى، وأن أى ركلة قوية فيها يمكن أن تدمرها تماما، ولكنه أخفى الخبر وقرر اللعب والتضحية لأنه يمثل وطنه.

<>

وهنا سأله نفس الصحفى: ولكنها كانت فرصة عظيمة وكان أولى أنك تفوز!! لماذا لم تستغل الفرصة وتحقق الذهب لبلدك؟ وهنا كان الرد التاريخى لمحمد رشوان: «دينى يمنعنى أن أضرب مصابا وأهدد مستقبله من أجل ميدالية»..

فى هذه اللحظة وقف الجميع يصفقون طويلا للبطل الإسكندرانى المسلم. وبعدها كرمته «اليونسكو» على تلك الأخلاق العظيمة واختير كصاحب أفضل أخلاق رياضية فى العالم، ومنحته اللجنة المنظمة ميدالية ذهبية فخرية لكونه يستحقها فعلا، وذاع صيته فى العالم كله وكرمه اليابانيون بشكل خاص واستقبلوه فى زيارته بعد ذلك لليابان كملك متوج.

<>

وبعدها بدأ الملايين يبحثون عن هذا الدين العظيم الذى يأمر من يعتنقه بتلك الأخلاق الكريمة، وتشير البيانات والإحصائيات إلى أن هناك أكثر من خمسين ألف شخص حول العالم أعلنوا إسلامهم بسبب هذا الموقف، ومن ضمن من أعلنوا إسلامهم كانت «ريكو» تلك الفتاة اليابانية التى أحبته وأحبها وتزوجا بالفعل لتنجب له على وعمرو وعلياء، ويعيشون جميعا فى الإسكندرية بعد أن أصبح فيما بعد حكما دوليا مرموقا وعضوا فى الاتحاد العالمى للعبة ورجل أعمال إسكندرانيا.

ربما لو كان «رشوان» قد فاز بالذهب لما كان حصل على نصف ما ناله من تكريم وتقديم وحب فى قلوب العالم.

<>

إنها الأخلاق يا سادة.. فالدين معاملة قبل أن يكون عبادات.. الدين حسن خلق والرحمة أصل الدعوة كما يذكرها الله عز وجل فى كتابه الكريم: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». قصة قد تكون عند البعض خيالية ولكنها حقيقة أخلاق ديننا.

نص موقع التواصل الاجتماعى.