عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى كل حدث ثورى فى مصر، كان المصريون مع واقع الحال يهتفون بعبارات تنم عن ثورتهم وكان ذلك طبقًا لدوافع عاطفية ونفسية ومن قبل ومن بعد طبقًا لهواتف سياسية مرتبطة بطموحات الشعوب، حيث يسقط حكم وحاكم كان جاثماً على صدور الشعب ويأتى مع الثورة حكم جديد بمفهوم جديد، جاء إثر فوران اجتماعى واقتصادى وسياسى فى قلب الشعب وأصبح التغيير مطلبًا جماهيرياً هو عنوان الثورة.

وكانت تخرج من قلب الجماهير الثائرة عبارات «مغلفة بالثورة وطموحاتها ومعبرة عن مكنون ما فى الصدور.. وجعلها مثلها الأعلى تلك العبارات التاريخية الغاضبة التى نادى بها الشعب الفرنسى فى الثورة الفرنسية التاريخية حيث أسقطوا الملك والملكة «لويس السادس عشر وزوجته مارى أنطوانيت» وخرج الشعب الفرنسى فى الشوارع والميادين مرددًا تلك العبارات.. ضاع الملك وتسقط الملكية، وانتصر الشعب وتحيا وتعيش الجمهورية».

وقديمًا وفى مصر الفرعونية وتحديدًا فى عهد الأسرة السادسة خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، كما يسجل فى ذلك مؤرخ الثورة: «الحكيم إيبوور» ضد سقوط الملك «بيبى الثانى خامس ملوك الأسرة السادسة» وقف الشعب المصرى مؤكدًا نجاح الثورة وسقوط هؤلاء المقربين من الملك الذين كانوا - حسب عبارات الحكيم إيبوور «كانوا يغذونه بالأكاذيب» وكأنهم يقولون: «عاش الشعب وسقط الفرعون».

وفى ثورات المصريين إبان الاحتلال البطلمى لمصر خرج الشعب فى أكثر من «ثورة قومية» ينادى ضد الحكام البطالمة: «إلى الجحيم يا ڤيلاد ولڤوس» وبطليموس الثانى وإبان حكم المماليك خرج الشعب فى الشوارع والطرقات يهتف فى غضب ضد الحكام الأجانب «يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف».

وفى ثورة عرابى وقف الشعب كله مؤيدًا عرابى ضد الانجليز والملك «الشعب.. الشعب هو الحاكم» وإلى المجد يا عرابى والجحيم واللعنة للملك: يسقط الملك.

<>

ثم جاءت أم الثورات وهى بيت القصيد الثورة العملاقة ثورة 1919 وقادها ابن من صميم ريف مصر الفلاح العبقرى سعد زغلول.. الذى وكّله الشعب ليدافع عن حقوقه ضد الملك والاستعمار الإنجليزى البغيض.

نادى الشعب بسعد رئيسًا وزعيماً، وقامت الثورة جمعت كل أطياف الشعب المصرى مثقفين وعمالاً وفلاحين والمرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، والمسلم يؤازر قبطيًا فى نداء صاخب مملوء بالحماس الجماهيرى: تحيا مصر.. تحيا مصر، نموت.. نموت ويحيا الوطن.

ثورة امتد لهيبها إلى مصر قاطبة وانظروا ماذا قال شاعر ثائر.

«قَد قُدّ من جبل المقطم قلبنا

حتى يكون على العداة شديداً

نفنى ونموت وتحيا مصرنا

هكذا علمونى منذ كنت وليداً

علم الآباء الأبناء ولقنوهم دروسًا فى الوطنية وحب مصر.. وهم يرضعون من أمهاتهم «لبن الحياة ممزوجاً بحب مصر».

مصر.. مصر تحيا مصر